- ثانيها أن الكتاب الذي بين يديك اختصار لكتاب يعتبر الأصل والمَعين لكل من جاء بعده ألا وهو "مقدمة ابن الصلاح" الذي قال فيه البلقيني (محاسن الاصطلاح ١٦٤ - مع المقدمة): "من أهم ما يعتني به الطالب ويرغب فيه الراغب، معرفة أنواع علوم الحديث. ولقد تكلم على ذلك جمع من العلماء في القديم والحديث، ومن أحسنها جمعًا وأكثرها نفعًا وأعظمها وقعًا، كتاب الحافظ العلامة أبي عمرو ابن الصلاح، الذي أظهر فيه معظم الاصطلاح"
وقال فيه (١) الحافظ ابن حجر في نزهته: "عكف الناس عليه وساروا بسيره، فلا يحصى كم ناظم له ومختصر، ومستدرك عليه ومقتصر، ومعارض له ومنتصر"
- ثالثها أن مختصِره إمام من الأئمة، ولا شك أن من كان من العلماء النابهين أجدر على تلخيصه وتخليص فوائده من غير إخلال ولا إملال وهو ما فعله إمامنا ﵀ رحمة واسعة.
نسبة الكتاب لابن كثير:
ثبت أن للإمام ابن كثير كتابًا مختصرًا في علوم الحديث وهو اختصار لكتاب الإمام ابن الصلاح وثبت ذلك بأمور منها:
١ - اسم الكتاب على طرة [*] بعض المخطوطات "اختصار علوم الحديث" ونسبته لابن كثير.
٢ - قوله في مقدمة الكتاب: "ولما كان الكتاب الذي اعتنى بتهذيبه
_________
(١) أي في مقدمة ابن الصلاح
[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: قال البقاعي في النكت الوفية (٢/ ١٨٦) ط. الرشد: «الطُّرَّةُ - بضمِّ الطاء المهملة ثم راء مهملة مشدَّدة -: هي حاشية الكتاب. . .» ا. هـ. ومن الممكن أن يقال غلاف المخطوط أو ورقته الأولى أو مقدمته أو صدره وهكذا.
1 / 15