وليس(1) بأعظم من قصة حاطب بن أبي بلتعة، لما كتب إلى المشركين يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).
فهذا جس من حاطب. وقد تنازع العلماء في قتل الجاسوس المسلم(3)، ولم يكن ذلك دليل على جواز مكاتبة المشركين بأسرار المسلمين.
كذلك حديث مالك: لا يدل على أن(4) مجالسة المنافقين، ونصيحتهم أمر جائز.
لكن يقال والله أعلم: هذا ذنب (5)، كفر بشهوده بدرا ؛ كما كفر ذنب حاطب بذلك(6).
والجواب(7): عن أمر عبد الله بن عبد الله بن أبي: أن عبد الله بن عبد الله له الأيام البيض، والعداوة الظاهرة لأبيه عبد الله بن أبي، مالا يخفى على أحد من أهل العلم ؛ حتى أنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله، فلم يأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم(8).
فكيف يحتج أحد بما لا دليل فيه لقوله، بل هو على نقيض مقصوده أولى(9) والله أعلم.
خاتمة: في فضل الحب في الله تعالى
قال الله تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)(10).
पृष्ठ 42