وفي حديث رواه أبو نعيم وغيره عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أوحى الله إلى نبي من الأنبياء، أن قل(1) لفلان العابد: أما زهدك في الدنيا، فتعجلت راحة نفسك، وأما انقطاعك إلي فتعززت بي(2)، فماذا (3)عملت فيما لي عليك. قال: يارب وما [لك] (4)علي؟ قال: هل واليت لي وليا، أو عاديت لي عدوا)) (5).
وقال تعالى: ((والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)(6) فعقد تعالى الموالاة بين المؤمنين،وقطعهم من ولاية (7)الكافرين. وأخبر أن الكفار بعضهم أولياء بعض، وأنهم(8) إن لم يفعلوا ذلك، وقع من الفتنة والفساد الكبير شيء عظيم. وكذلك يقع!!!.
فهل يتم الدين أو يقام علم الجهاد، أو (9)علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا بالحب في الله والبغض في الله، والمعاداة في الله والموالاة في الله. ولو كان / الناس متفقين (10)على طريقة واحدة،
ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء، لم يكن فرقانا(11) بين الحق والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
والآيات في هذا كثيرة.
وأما الأحاديث: فروى أحمد عن البراء بن عازب مرفوعا(12): ((أوثق عرى الإيمان الحب في الله، والبغض في الله))(13).
पृष्ठ 21