मेरे कागज़... मेरा जीवन (भाग एक)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
शैलियों
أقفز حتى يخبط رأسي السقف، أكاد أعانق أبي، عاش أبي ومات دون أن يعانقني أو أعانقه، لم يكن العناق جزءا من التقاليد في تلك العائلات المتوسطة، جدتي الفلاحة كانت تعانقني وتغمرني بالقبلات، «أمي» زينب هانم ابنة شكري بيه عاشت وماتت دون أن تعانقني أو تقبلني قبلة واحدة.
أعبر عن الفرح بالقفز في الهواء، أنطلق خارج البيت قبل أبي، أحرك ذراعي وساقي بقوة، قلبي مملوء بالفرح، والقلق يلازم الفرح، الوساوس تدور في رأسي: هل تأخرنا عن الموعد وانتهى السيرك من الوجود؟ أيمكن أن يغير أبي رأيه؟ يأمرني بالعودة إلى البيت لأساعد أمي؟
أبي يدرك ما أنا فيه، يتسلى أحيانا بإغاظتي، يتوقف فجأة في الطريق ، يقول: يا خبر! إحنا سايبين ماما لوحدها في المطبخ، إيه رأيك يا نوال؟
يبطئ السير أو يسلم على أحد أصدقائه في الشارع، يشتري علبة سجائر، يقف يتحدث مع البائع عن الحرب العالمية الثانية.
يا رب! أنادي على الرب وأنا واقفة أضرب بقدمي، أخي طلعت أيضا كان يضرب الأرض بقدمه، هيهات لمن ينادي، استبد بنا القلق، يشد أخي يد أبي ويقول: بابا، اتأخرنا، وأنا أصيح بدوري: السيرك خلاص راح، يا خسارة!
ينظر إلى الساعة فوق معصمه ويقول: لسة بدري أوي، يا للهول! أكره أبي إلى حد الموت، غليظ القلب، يهوى تحطيم قلوبنا، ينقلب الكره إلى حب جارف حين يمسك أخي من يد ويمسكني من اليد الأخرى وينطلق بنا إلى السيرك.
أسمع زئير الأسد أو صهيل الخيول أو النمور قبل أن نصل إلى الخيمة الكبيرة، على الباب الزحام شديد، لم نكن نلحق إلا بمقاعد فوق الدكك الخشبية العلوية «الترسو»، فاتنا بعض الألعاب البهلوانية أو رقصة الخيول أو الأسد أو الفيل أو النمر، الفتاة الراقصة تمشي على الحبال، كانت النمرة الأخيرة لحسن الحظ، قلبي لا يكف عن الخفقان، أنفاسي تصعد وتهبط، أحرك ذراعي وساقي، أرقص معها، في آخر النمرة تنحني الراقصة للجماهير، يلهبون أكفهم بالتصفيق، يصيحون، يصفرون، تمر على الصفوف في يدها الدف، تصبح على بعد صفين أو ثلاثة من مقاعدنا، أشعر بقربها مني، فإذا رأسي يدور، سأقفز من المقعد إليها، أفكر في عمل شيء خارق للعادة، أحوطها بذراعي وأعانقها، ثم أعود إلى مقعدي في غمضة عين لأجلس بين أبي وأخي مثل المصلوبة أو المحكوم عليها بالموت، أرتعد في مكاني، أخشى أن أقفز فعلا في المقعد، أخفي وجهي بيدي وأكاد أبكي.
في طريق العودة إلى البيت أسير صامتة مطرقة الرأس، ليس أمامي إلا البيت المعتم وغرفتي المعتمة والأيام المعتمة والوجوه المعتمة من العمات والخالات، لا أمل في العودة لرؤية السيرك، بدءوا ينزعون قوائمه من الأرض، واختفت الخيمة الكبيرة، وعاد الميدان مثل الخرابة الواسعة.
قبل أن أنام همست في أذن أخي: عاوزة أقول لك حاجة مهمة أوي! - إيه هي؟ - إوعى تقولها لبابا أو ماما أو أي حد. - إيه هي؟ - احلف بربنا إنك مش حتقولها لحد. - إيه هي بس؟ - احلف بربنا الأول. - والله العظيم مش حقولها لحد. - احلف ثلاث مرات. - مرة واحدة كفاية. - يا تلات مرات يا بلاش. - بلاش.
في الصباح رأيت الحاج محمود واقفا مع أبي في الصالة، جاء يستدين مبلغا من المال حتى أول الشهر، ناوله أبي المبلغ داخل مظروف صغير. «أول الشهر يا سيد بيه المبلغ كله حيكون عند سعادتك.»
अज्ञात पृष्ठ