मेरे कागज़... मेरा जीवन (भाग एक)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
शैलियों
العيد الصغير يأتي بعد شهر رمضان، أفرح بالعيد الصغير أكثر من العيد الكبير، لا خروف يذبح، لا ضحية، لا امتحانات، «الكعك» اللذيذ، البسكوت، تنقشه أمي على شكل العصافير لها أجنحة، «الغريبة» أضعها في فمي تذوب في حلقي مثل قطعة السكر.
في الأعياد يمتلئ بيتنا بالأقارب والزوار، على رأسهم ستي الحاجة، تتربع فوق الكنبة البلدي في الصالة، الملاليم الحمراء تخشخش في حجر جلبابها الواسع، تصطك بعضها بالبعض برنين الموسيقى، نتجمع حولها نحن الأطفال نتنافس على «العيدية.»
تبدأ بإخواتي الصبيان الثلاثة، تعطي كلا منهم مليمين، نحن البنات تعطي الواحدة منا مليما واحدا، ألقيه في حجرها بغضب، فتقول: ربنا قال البنت نص الولد يا عين أمك.
يرمقني أخي الأكبر «طلعت» بعين تلمع بالزهو، تفوقي عليه في المدرسة يصيبه بالإحباط، لا تخففه إلا آية في القرآن، ينطقها بصوت أبي:
لللذكر مثل حظ الأنثيين . في غرفتي، في سريري، أدفن وجهي، وأبكي.
أخي يلعب طول السنة ويسقط في الامتحانات، أشتغل في المدرسة وفي البيت بلا إجازات، لا ينوبني في النهاية إلا مليم واحد وهو يأخذ مليمين؟!
أنزوي في غرفتي بعيدا عن الأعين، في الصالحة يضحكون ويفرحون بالعيد، في غرفتي أكتم الغضب والحزن، غرفتي الصغيرة بجوار المطبخ، لها نافذة ذات أعمدة حديدية صدئة، من خلال القضبان أرى حمارة الحاج محمود راقدة في بير السلم، ترمقني بعينين دامعتين حزينتين، الوحيدة في الكون تشاركني الحزن في العيد.
أتسلل من غرفتي إلى الحمام، أغسل وجهي، ألمح الخادمة منكفئة فوق بلاط المطبخ تدعكه بالفرشة، كانت من عمري، اسمها زينب، أمي أيضا اسمها زينب، لم يكن للخادمة أن تحمل اسم ست البيت الكبيرة، أصبح اسمها «سعدية» على اسم الخادمة السابقة.
رفعت سعدية عينيها من فوق البلاط، دامعتان حزينتان مثل عيني حمارة الحاج محمود، هناك من هم أكثر تعاسة مني في الأعياد، الخادمات والحمارات. •••
السؤال عن عدالة الله كان يؤرقني، ينتابني الإحساس بالذنب، «ربنا هو العادل، عرفوه بالعقل»، فلماذا يتميز أخي طلعت دون وجه حق؟! - ربنا عادل يا ماما؟ - طبعا يا نوال.
अज्ञात पृष्ठ