وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة .
1 •••
ومن قسوة القدر على الشاعر العظيم أن لا يجعل حبه حبا خالق الوحي إلا في امرأة على قدر تألهه عظة وسخرية ...!
يقول هو عنها: ما أحوجني إلى معجزة نبي تحول الحجر الذي في ضلوعها إلى القلب ... وتقول هي عنه: ما أحوجني إلى بعض الملائكة أو الشياطين؛ ليكشف لي سر نفسه المخبوءة تحت مكان الصبر في قلبه!
ويعيشان في الحب كما يعيش اثنان في قصة ... وضعها مؤلف خيالي فأحكم عقدتها ... وتخاصم سعادة كل منهما سعادة الآخر، ويعملان كما يعمل الغني الشحيح. يفقد الحياة لينال الدنيا.
2
ثم إذا سألت ذلك المسكين الأعظم: ما لذة هذا الحب الأليم اللهفان؟ قال لك: لذته أنه حب!
هي حينئذ كل العذوبة السيالة في روحه، وهي بذاتها كل الأقذاء التي ألقيت في ينبوع نفسه؛ وآلامها ميلاد حقيقي لمعانيه، ولذاتها أكفان حقيقية لموتى هذه المعاني إذا أريد لها الموت، وكل ما يضع الآلام والأوجاع فيه يضع منها النور في كلماته!
من كونها هي في قلبه يشعر أن الكون فيه، حتى ليقول في وحيه للجبال الراسية على أعضاد الأرض: آلمتني يا أعضائي ...
وتلقي في حياته ألوان عينيها وخديها وثغرها ألوانا وألوانا، فإذا حياة فنية مزخرفة منقوشة بأبدع وأجمل مما في الطبيعة ورياضها وألوانها.
अज्ञात पृष्ठ