أخذ المستر هارتهاوس يفكر في لويزا، وكيف انفرجت أساريرها، وهش وجهها وبش، وابتسمت ابتسامة جميلة لمجرد رؤية أخيها، ذلك الكلب الصغير، وسيكون إحساسا جديدا، أن تغير ذلك الوجه من أجله هو ، جيمس هارتهاوس.
كان المستر هارتهاوس سريع الملاحظة، قوي الذاكرة. لم ينس أي كلمة مما قاله توم عن أخته لويزا، ولكن الحقيقة أنه لم يفهم الجزء الأفضل من أخلاق لويزا. فالعمق لا يستجيب إلا للعمق، ورغم هذا، أخذ يقرأ بقيته في عيني الطالب المتعلم.
عندما تزوج المستر باوندرباي، اشترى منزلا يبعد عن البلدة بحوالي أربعة وعشرين كيلومترا، وعن أقرب محطة سكة حديدية بكيلومتر واحد أو اثنين. وكثيرا ما كان المستر هارتهاوس يعيش الآن مع أسرة باوندرباي، في المنزل الريفي، عندما ينتقل في تلك المنطقة، يعمل من أجل حزبه السياسي. وكثيرا ما كان المستر باوندرباي يفخر أمام جميع معارفه بأنه لا يهتم فيما يختص بذوي العلاقات السياسية؛ أمثال المستر جيمس هارتهاوس، ولكنه يقول إن اهتمت بهم زوجته رحبوا بصحبتها.
وذات يوم، جلست لويزا وحدها في الحديقة، والجو هادئ هناك وسط الأشجار، وقد اعتادت أن تجلس في الحديقة، تلاحظ أوراق السنة الماضية وهي تسقط، مثلما كانت تلاحظ رماد النار في بيت طفولتها.
جاء المستر هارتهاوس إلى حيث تجلس مسز باوندرباي، وقال: «يسرني، يا مسز باوندرباي أن أجدك وحدك؛ لأنني أريد أن أتحدث معك في موضوع خاص بك.»
جلس هارتهاوس إلى جانب لويزا، ينظر إلى وجهها الجميل، وقال: «أخوك توم، صديقي الصغير توم ...»
ما إن سمعت لويزا اسم أخيها توم، حتى انفرجت أسارير وجهها، ونظرت إلى هارتهاوس باهتمام. ففكر يقول لنفسه: «لم أر في حياتي شيئا جذابا مثل هذا الوجه عندما تنفرج أساريره.»
أدرك هارتهاوس أن لويزا لاحظت إعجابه، فقال: «عفوا يا سيدتي! ملامح محبتك الأخوية جميلة جدا، يجب أن يفخر بها توم.»
قالت: «يا مستر هارتهاوس؛ إنني لأوقرك من أجل محبتك لأخي.»
فاستطرد يقول بلهجة ألطف: «يا مسز باوندرباي، أخوك توم ما زال صغيرا، وليس ذنبا كبيرا أن يبذر نقوده.»
अज्ञात पृष्ठ