فحال أدهم بينها وبين الذهاب وهو يقول: لا تزيدي أمورنا تعقيدا، أعدك إذا لم نعثر عليه أن أذهب إلى إدريس، وأن أذهب إلى البيت الكبير.
وحدج شبح قدري بنظرة قلقة. ما باله واجما؟! أليس عنده أكثر مما قال؟ وأين أنت يا همام؟!
واندفعت أميمة لتغادر الفناء فمال أدهم نحوها وأمسك بمنكبها. وإذا بباب البيت الكبير يفتح، فتطلعوا نحوه. وبعد قليل لاح شبح عم كريم وهو يقترب منهم فخرج إليه أدهم وهو يقول: «أهلا بك يا عم كريم.» فحياه الرجل وقال: سيدي الكبير يسأل عما أخر همام.
فقالت أميمة بيأس: لا ندري أين هو حتى ظنناه عندكم. - سيدي يسأل عما أخره!
فهتفت أميمة: أعوذ بالله من أوهام قلبي.
وذهب عم كريم. وأخذت أميمة تحرك رأسها في اضطراب ينذر بالانفجار، فساقها أدهم أمامه إلى حجرتهما الداخلية حيث علا بكاء الصغيرين، وصاح بوحشية: لا تغادري الحجرة، سأعود به، ولكن إياك أن تغادري الحجرة.
وعاد إلى الفناء فعثر على قدري جالسا على الأرض فانحنى فوقه هامسا: خبرني ماذا تعرف عن أخيك؟
فرفع رأسه نحوه بشدة، ولكن شيئا منعه من الكلام فعاد الرجل يسائله: خبرني يا قدري ماذا فعلت بأخيك؟
فقال الشاب بصوت لا يكاد يسمع: لا شيء.
وارتد الرجل نحو الداخل، ثم رجع بمصباح فأشعله ووضعه على عربته فسقط نوره على وجه قدري فتفحصه الرجل بريبة وقال: وجهك ينذر بالشقاء.
अज्ञात पृष्ठ