فأشار الجبلاوي نحوه بضجر وقال: هذه إرادتي، وما عليك إلا السمع والطاعة!
والتفت الرجل التفاتة حادة صوب أشقاء إدريس وهو يسأل: ما قولكم؟
فلم يحتمل عباس نظرة أبيه، وقال وهو واجم: سمعا وطاعة.
وسرعان ما قال جليل وهو يغض طرفه: أمرك يا أبي.
وقال رضوان وهو يزدرد ريقه الجاف: على العين والرأس.
عند ذاك ضحك إدريس ضحكة غضب تقلصت لها أساريره حتى قبحت وجهه وهتف: يا جبناء، ما توقعت منكم إلا الهزيمة المزرية. وبالجبن يتحكم فيكم ابن الجارية السوداء!
فصاح الجبلاوي مقطبا عن عينين تتطاير منهما النذر: إدريس!
ولكن الغضب كان قد اقتلع جذور عقله فصاح بدوره: ما أهون الأبوة عليك! خلقت فتوة جبارا فلم تعرف إلا أن تكون فتوة جبارا، ونحن أبناءك تعاملنا كما تعامل ضحاياك العديدين!
اقترب الجبلاوي خطوتين في بطء كالتوثب، وقال بصوت منخفض وقد أنذرت أساريره المنقبضة بالشر: اقطع لسانك!
ولكن إدريس واصل صياحه قائلا: لن ترعبني. أنت تعلم أنني لا أرتعب، وأنك إذا أردت أن ترفع ابن الجارية علي فلن أسمعك لحن السمع والطاعة. - ألا تدرك عاقبة التحدي يا ملعون؟ - الملعون حقا ابن الجارية!
अज्ञात पृष्ठ