अवहाम अल-अक्ल
أوهام العقل: قراءة في «الأورجانون الجديد» لفرانسيس بيكون
शैलियों
وأما الأنثروبولوجي لورن إيسلي
Loren Eiseley
فيسمي بيكون «الرجل الذي يرى خلال الزمن»، ويصوره كبطل ثقافي بروميثي. إنه المبتكر العظيم لفكرة العلم كمشروع شعبي ومبحث عملي في خدمة الإنسانية.
2
لم يسلم بيكون رغم ذلك - شأنه شأن كل الرءوس الكبيرة في التاريخ - من سهام النقد اللاذع؛ فهذا باروخ سبينوزا - القريب منه زمنيا - يرفض عمل بيكون جملة وتفصيلا، وبخاصة نظرياته الاستقرائية، بل ينكر أن الثورة الفلسفية العظيمة التي قادها بيكون وأيدها مناصروه؛ ينكر أنها حدثت على الإطلاق! وأما هيجل في كتابه «محاضرات في تاريخ الفلسفة»، فيغبط بيكون على حنكته الدنيوية ودهائه العقلي، ولكن يعده في النهاية شخصا فاسد الشخصية ومجرد «ناحت شعارات». إن بيكون في رأيه فيلسوف متواضع الذهن، تعاليمه تلائم مستخدمي الحكومة وأصحاب الدكاكين. وأما ألكسندر كواريه فيرى «أن اقتران اسم بيكون بحركة العلم الحديث سخافة لا معنى لها.»
3
ولا نعدم طائفة من الكتاب أمثال تيودور أدورنو، وماكس هوركهايمر، ولويس ممفورد، وكتابا أحدث مثل جيريمي ريفكين، والكاتبة النسوية الإيكولوجية كارولين ميرشانت؛ يرون بيكون واحدا من المذنبين الكبار المسئولين عن الإرث العلمي الغربي الدائب في الاستلاب والاستغلال وقهر البيئة. •••
موقع بين التأليه والشيطنة يحتله بيكون الحقيقي، الذي عاش عصر انتقال، فكان ينشد جديدا بينما قدماه واقفة على ركام قديم لم يتم زواله، فلم يكن له محيد عن أن يفكر في إطاره ويتحدث بلغته، فكان كما قال عن نفسه «نافخ بوق» يؤذن بالمعركة ويحرض عليها وإن لم ينخرط فيها ويخض غمارها، «لقد جعل من نفسه صوت التفاؤل البليغ وشارح عصر النهضة، ولا نجد له نظيرا من الناس أثار الهمم في غيره من المفكرين، وإن أعماله - رغم قلة مطالعتها الآن - قد حركت العقول التي حركت العالم.»
4
وكم يصدق عليه ما قاله أدونيس عن جبران خليل جبران: «... قيمته ليست فيما قاله بقدر ما هي في صوته، في نبرته ومداها ... إنه شاعر بصوته أكثر منه بنتاجه، شاعر بالبعد الذي أشار إليه لا بالمسافة التي قطعها.»
अज्ञात पृष्ठ