अवहाम अल-अक्ल
أوهام العقل: قراءة في «الأورجانون الجديد» لفرانسيس بيكون
शैलियों
5
يقول بيكون في الأورجانون الجديد: «ولا يخدعن أحدا كثرة التجاء أرسطو إلى التجربة في كتبه «عن الحيوان» و«مشكلات» ورسائل أخرى؛ فحقيقة الأمر أنه قد حسم أمره مسبقا ولم يستشر التجربة حق المشورة كأساس لأحكامه ومبادئه. إنه يعتسف أحكامه اعتسافا، ثم يلوي بالتجربة حتى تلائم أفكاره، ويجرها كما يجر أسير في موكب.»
6
هذا لون من «البروكرستية»
المغالطة ينبغي تجنبها في مجال البحث العلمي مثلما ينبغي تجنبها في جميع المجالات، و«البروكرستية» هي أية نزعة إلى «فرض القوالب» على الأشياء، أو لي الحقائق وتشويه المعطيات وتلفيق البيانات لكي تنسجم قسرا مع مخطط ذهني مسبق، إنها القولية الجبرية والتطابق المعتسف والانسجام المبيت، إنها افتئات على الواقع قلما يفلت من غضبة المنطق وانتقام الحقيقة.
7 (3) تدرجية بيكون
Bacon’s gradualism
يقول بيكون في الأورجانون الجديد: «ذلك أن الاستقراء الذي ينطلق من التعداد البسيط هو شيء طفولي، استنتاجاته قلقة وعرضة للخطر من أي شاهد مضاد، وهو بصفة عامة يحكم بناء على عدد صغير جدا من الوقائع، وعلى تلك الوقائع المتوافرة فحسب. أما الاستقراء الذي نريده من أجل اكتشاف العلوم والبرهنة عليها فينبغي أن يحلل الطبيعة بواسطة عمليات نبذ واستبعاد مناسبة، وعندئذ، بعد عدد كاف من السوالب يصل إلى استنتاج الأمثلة الموجبة، وذلك شيء لم يعمل حتى الآن بل لم يحاول، باستثناء أفلاطون الذي استخدم حقا هذا الشكل من الاستقراء إلى حد ما بغرض تمحيص التعريفات والأفكار.»
8 «علينا ألا نسمح للفهم بأن يقفز ويطير من الجزئيات إلى المبادئ القصية والشديدة العمومية (كتلك التي تسمى «المبادئ الأولى» للفنون والأشياء)، ثم ينطلق منها مسلما بيقينها الذي لا يتزعزع؛ ليبرهن بها على المبادئ الوسطى ويفصلها، وهو المتبع حتى الآن؛ إذ إن العقل ميال بطبعه لأن يفعل ذلك، بل هو مدرب عليه ومعتاد من خلال نموذج البرهان «القياسي»
syllogistic ، ولكننا لا نأمل خيرا من العلوم إلا عندما ننتقل على سلم أصيل صاعد بدرجات متتالية بلا ثغرات أو كسور، من الجزئيات إلى المبادئ الصغرى ثم إلى المبادئ الوسطى، الواحد تلو الآخر، انتهاء بالمبادئ الأعم ... لذا ينبغي ألا نزود الفهم البشري بأجنحة، بل بالأحرى بأثقال مدلاة حتى نعقله عن الوثوب والطيران، وهذا ما لم يعمل حتى الآن، وعندما يعمل سيكون لنا في العلوم أمل أكبر.»
अज्ञात पृष्ठ