70

अवाइल खरीफ

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

शैलियों

وهكذا، في غمرة الموت، المغلف برائحة زهور مسك الروم، وقفت السيدة العجوز منتصرة، بعد أن كادت تتكبد هزيمة نكراء. بطريقة ما عثرت، في هذه الفاجعة، على دورها المناسب واستطاعت أن تجتذب لنفسها أغلب الضوء من باقي الممثلين. ولا بد أنها قد عرفت أن الزوار يغادرون المنزل وهم يقولون: «كاسي تتصدى لمثل هذه المواقف بطريقة رائعة. لقد حملت كل شيء على عاتقها.» ونجحت في ترك انطباع مزدوج بأنها عانت أكثر بكثير من أي من الآخرين وأنه لم يكن بوسع أي منهم أن يفعل أي شيء من دونها.

ثم في غمرة انتصارها، حدث أسوأ ما يمكن أن يحدث. كانت أوليفيا أول من عرف بالمصيبة، نظرا لأنها كانت دوما أول شخص يعرف قبل الآخرين جميعا بما كان يعرفه العجوز جون بينتلاند؛ وما كان الآخرون سيعرفون مطلقا حتى تنتهي المراسم الحزينة الخاصة بالجنازة لولا فضول العمة كاسي المفرط.

ففي اليوم الثاني، استدعى جون بينتلاند أوليفيا إلى المكتبة، ووجدته هناك كما كانت تجده في مرات كثيرة من قبل، متجهما وصامتا ومقهورا، ولكن هذه المرة كان ثمة شيء مفجع ومنكسر بشكل لا يوصف في سلوكه.

لم تتحدث إليه؛ وببساطة انتظرت، حتى رفع بصره أخيرا، وقال بنبرة أقرب إلى الهمس: «جثمان هوراس بينتلاند وصل إلى محطة دورهام.»

ونظر إليها نظرة خاطفة تشي بعجز مثير للشفقة، نظرة رجل قوي صار فجأة ضعيفا وهرما، كما لو أن قوته قد نفدت وكان الآن يلجأ إليها. كانت هذه هي المرة الأولى التي بدأت ترى فيها أنها كانت بطريقة أو أخرى سجينة، ولكن من الآن فصاعدا، ومع مرور الأيام يوما تلو الآخر، صارت مسألة تدبير شئون الحياة بأكملها في منزل عائلة بينتلاند مهمتها. لم يكن يوجد أحد يمكن أن يحل محل الرجل المسن ... لا أحد، عداها.

سألها بنفس النبرة الهامسة: «ماذا عسانا أن نفعل؟ أنا لا أعرف. أنا في حيرة من أمري .»

قالت أوليفيا برفق: «يمكننا أن ندفنهما معا. يمكننا أن نقيم جنازة ثنائية.»

نظر إليها في ذهول. وسألها: «ألن تمانعي ذلك؟» وعندما هزت رأسها نفيا، أجاب قائلا: «ولكن لا يمكننا أن نفعل ذلك. يبدو لي أن ثمة خطبا ما في هذه الفكرة ... لا أستطيع أن أوضح مقصدي ... لا ينبغي فعل ذلك ... صبي مثل جاك وعجوز منبوذ مغضوب عليه مثل هوراس.»

كانا سيعملان على تسوية الأمر بهدوء فيما بينهما كما فعلا في الكثير من المشاكل في السنوات الأخيرة عندما كان جون بينتلاند يلجأ إليها ليستمد منها القوة، ولكن في تلك اللحظة انفتح الباب فجأة، وبلا طرق عليه، لتظهر العمة كاسي، وعيناها تتقدان ببريق غاضب وهيستيري، وحول وجهها النحيل تدلى شعرها في كل اتجاه في خصلات رمادية صغيرة.

سألتهما: «ماذا هناك؟ ما الخطب؟ أعرف أن ثمة خطبا ما، ولا يحق لكما أن تخفياه عني.» كانت تتحدث بصخب وحدة، كما لو أن كل المتعة والنشاط المحيطين بالموت خلال هذين اليومين قد أدخلاها في حالة مفرطة من الإثارة. أجفل كل من أوليفيا وجون بينتلاند من وقع صوتها. كانت قد أثارت حفيظتهما على نحو بالغ.

अज्ञात पृष्ठ