39

अवाइल खरीफ

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

शैलियों

بالطبع لا ينبغي لأحد أن يشك أبدا في مدى عمق ذلك الشعور الهائل بالرضا.

أجل، كان معجبا بهذه المرأة الغريبة، التي كان لا بد أن تكون عدوته، لكن الغريب أنها لم تكن كذلك. كان معجبا بتوقد ذهنها الفطن والطريقة التي تجلس بها هناك أمامه، تتفحصه مرارا وتكرارا أثناء حديثه، كما لو كان حشرة صغيرة تحت المجهر. كانت بصدد اكتشاف كل شيء يخصه؛ وقد فهم ذلك؛ لأن هذه كانت حيلة يجيدها هو نفسه تمام الإجادة. فبتلك الأساليب كان قد أحرز تقدما في هذا العالم. وما أثار حيرته أيضا أنها نشأت في عالم بوسطن-دورهام هذا ومع ذلك استطاعت أن تكون مختلفة تماما عنه. انتابه شعور بأنه في مرحلة ما من مسار حياتها حدث لها شيء ما، شيء فظيع منحها في النهاية ذهنا صافيا وقدرة كبيرة على فهم الأمور. كما أدرك أيضا، على الفور تقريبا، في اليوم الذي وصلت فيه بالسيارة أمام باب المنزل، أنها كانت قد توصلت لاكتشاف عن الحياة كان قد توصل إليه هو نفسه منذ فترة طويلة ... وهو أنه لا توجد قوة تضاهي القوة التي يمتلكها شخص راض بمجرد أن يكون على طبيعته، وأنه لا شيء منيع مثل قوة الصدق المحض، ولا شيء ناجح بقدر حياة شخص يسير بمفرده. كانت قد تعلمت كل هذا في مكان ما. وكانت تبدو كامرأة لم يعد يوجد شيء جديد يمكن أن يحدث لها.

تحدثا لبعض الوقت، بهدوء ولطف، وبتفاهم غير عادي بين شخصين يعرف أحدهما الآخر منذ فترة قصيرة؛ تحدثا عن المزرعة، وعن آل بينتلاند، وعن الطواحين والبولنديين في دورهام، وعن البلدة وكيف كانت في فترة طفولة سابين. وطوال الوقت كان لديه هذا الإحساس بأنها تقيمه وتراقبه، وبأنها تستكشف الصدى الخافت لنبرة معينة في صوته، وصفة الحدة والغلظة التي تركت بصمتها عليه منذ تلك الأيام التي قضاها على رصيف ميناء إنديا وارف، وذكريات الأب الأيرلندي العاطل المؤمن بالخرافات.

ما كان له أن يعرف أنها كانت امرأة تضم شبكة أصدقائها رجالا ونساء من عشرات الجنسيات، وعاشت حياتها بين أمهر وأنجح الأشخاص في العالم ... مهندسين معماريين ورسامين وسياسيين وعلماء. وما كان له أن يعرف القاعدة الصارمة التي وضعتها والتي كانت تنص على عدم احتمال أي شخص باستثناء الأشخاص «الكاملين». وما كان له أن يعرف شيئا عن حياتها في باريس ولندن ونيويورك والتي لم يكن لها أي علاقة بالحياة في دورهام وبوسطن. لكنه كان الآن يعرف ... لقد رأى أنه، على الرغم من الاختلاف الكبير بين عالميهما، كان يوجد شيء مشترك بينهما؛ فكلاهما كان ينظر للعالم باعتباره حديقة كبيرة مليئة بالأشجار التي يمكن لأي شخص أن يقطف من ثمارها فقط إذا تحلى بالبراعة اللازمة.

أما سابين، التي من جانبها لم تكن متأكدة تماما بعد من رغبتها في إزالة كل الحواجز؛ فقد كانت تتوصل ببطء إلى الحقيقة نفسها. لم تكن توجد أي مشاعر حب أو عاطفة في الشرارة التي ومضت بينهما. كانت أكبر من أوهارا بأكثر من عشر سنوات وكانت قد اكتفت من تلك المشاعر منذ فترة طويلة. كان الأمر كله مجرد إدراك شخص قوي بقوة شخص آخر.

كان أوهارا هو أول من استغل توطيد الرابطة بينهما. إذ إنه في خضم المحادثة، حول مسار الحوار بشكل مفاجئ إلى حد ما نحو آل بينتلاند.

قال: «لم أذهب إلى منزل آل بينتلاند من قبل، وأعرف القليل جدا عن الحياة هناك، لكنني شاهدتها من بعيد وأثارت اهتمامي. إنها أشبه بحلم، كل من فيه أموات ... كلهم أموات باستثناء السيدة بينتلاند الشابة وسيبيل.»

ابتسمت سابين. وقالت: «أتعرف سيبيل، إذن؟»

أجاب قائلا: «نركب الخيل معا كل صباح ... التقينا في صبيحة أحد الأيام بالصدفة على الطريق بجانب النهر ومنذ ذلك الحين نركب الخيل معا كل يوم تقريبا.» «إنها فتاة رائعة ... التحقت بمدرسة في فرنسا مع ابنتي تيريز. وكنت أراها كثيرا في تلك الفترة.»

خطرت لها فكرة عارضة وهي أن احتمالية زواج سيبيل من أوهارا ستكون شيئا مسليا للغاية. إذ إن ذلك سيتسبب في إزعاج شديد لآنسون والعمة كاسي وباقي الأقارب ... شابة من عائلة بينتلاند تتزوج من سياسي كاثوليكي أيرلندي!

अज्ञात पृष्ठ