38

अवाइल खरीफ

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

शैलियों

قالت: «وأنا أيضا رأيتك. وبالطبع، شاهدت كل التحسينات التي أجريتها هنا في المزرعة.» نطقت كلمة «تحسينات» على مضض وكأنها تود استخدام كلمة مثل «تخريب» بدلا منها.

قالت سابين: «سنتناول بعض الشاي. تفضلي بالجلوس، يا عمة كاسي.»

لكن العمة كاسي لم تخفف من تصلب جسدها. وردت قائلة: «وعدت أوليفيا أن أعود إلى منزل آل بينتلاند لتناول الشاي. وقد تأخرت بالفعل.» ارتدت قفازها الأسود، ثم مالت فجأة باتجاه أوهارا. وقالت: «على الأرجح سنلتقي مرة أخرى يا سيد أوهارا، بما أننا جيران.» «بالتأكيد، آمل ذلك ...»

بعدها قبلت سابين مرة أخرى وتمتمت قائلة: «آمل، يا عزيزتي، أن تأتي كثيرا لزيارتي، بما أنك الآن عدت إلينا. اعتبري منزلي بيتك.» ثم التفتت إلى أوهارا؛ إذ اكتشفت فجأة أنه يمكن استخدامه في حربها مع سابين. وقالت: «تعرف يا سيد أوهارا إنها خائنة، بطريقتها الخاصة. لقد ترعرعت بيننا ثم اختفت مدة عشرين عاما. إنها معدومة الوفاء.»

قالت ذلك بطريقة متصلبة ومرحة كما لو كانت، بالطبع، تقول مزحة فحسب ولا تقصد شيئا مطلقا من وراء الكلام. ومع ذلك، امتلأت الأجواء بغمامة من التلميحات. كانت هذه هي نوعية التكتيكات التي تبرع فيها.

رافقتها سابين إلى الباب، وعندما عادت وجدت أوهارا يقف في النافذة، يراقب جسد العمة كاسي وهي تتحرك في سخط على الطريق في اتجاه منزل عائلة بينتلاند. وقفت سابين هناك للحظة، تتفحص البنية الجسمانية القوية المفتولة العضلات للرجل الواقف مقابل الضوء، وفجأة انتابها شعور غريب بالعداء بينه وبين المرأة العجوز. فبطريقة غريبة كانا يمثلان رمزين لقوتين هائلتين؛ إحداهما سلبية، والأخرى إيجابية بشدة؛ إحداهما تمثل القدم، والأخرى تمثل الحداثة؛ إحداهما تمثل الاضمحلال، والأخرى تمثل النمو النشط، المفرط نوعا ما. كان يستحيل أن يوفق بينهما شيء. وفقا لطبائع الأمور، سيظلان عدوين لدودين حتى النهاية. لكن سابين لم يكن لديها أي شكوك بشأن من سينتصر في النهاية؛ فطبائع الأمور نفسها لم تكن تبدي إلا القليل من المحاباة لكل ما كانت العمة كاسي تدافع عنه. كان ذلك جزءا من الحكمة التي كانت سابين قد تعلمتها منذ أن هربت من دورهام إلى العالم الكبير المليء بالحقائق التي لا مساومة فيها.

عندما تحدثت، قالت بنبرة مبهمة نوعا ما: «السيدة سترازرس امرأة لافتة للنظر.»

التفت أوهارا، ونظر إليها بعينيه الزرقاوين نظرة مفاجئة يشوبها قدر من السخرية. وقال: «استثنائية ... أنا متأكد من ذلك.»

علقت سابين: «وامرأة قوية. إنها حكيمة كالحية ووديعة كالحمامة. وليس من الجيد أبدا التقليل من شأن قوة كهذه. والآن قل لي ... كيف تحب أن تشرب الشاي؟» •••

لم يشرب الشاي بل اكتفى بمضغ القليل من الخبز المحمص وبعدها دخن سيجارا، بادي السرور من نفسه بسذاجة وهو يؤدي دور المالك الذي أتى ليستعلم من المستأجر عما إذا كان كل شيء مرضيا. كان معجبا بهذه المرأة القوية الذكية التي أصبحت الآن مجرد مستأجرة للأرض - أرضه - التي كانت تملكها فيما مضى. عندما فكر في هذه المسألة - أنه هو، مايكل أوهارا، قد أصبح مالك هذه المزرعة التي تقع وسط عالم دورهام العصري والمهيب - شعر بأن إدراك ذلك ينطوي على شيء مدهش، شيء لم يتوقف مطلقا عن إثارة حماسه ومنحه شعورا قويا بالرضا. بمجرد أن يلتفت برأسه، كان يمكنه أن يرى في المرآة انعكاس الجرح الطويل على صدغه، الجرح الناتج عن زجاجة مكسورة أصابته في خضم عراك شباب على رصيف ميناء إنديا وارف. ولقد تمكن هو، مايكل أوهارا، بدون تعليم، باستثناء ما علمه لنفسه، بدون مال، بدون نفوذ، من رفع نفسه إلى هذه المكانة قبل حلول عيد ميلاده السادس والثلاثين. ومع قدوم الخريف، سيكون مرشحا لعضوية الكونجرس، وكان على يقين من انتخابه في المقاطعات الأيرلندية القديمة. كان، مايكل أوهارا، في طريقه لأن يصبح أحد أعظم رجال نيو إنجلاند، المقاطعة التي كانت ذات يوم بمثابة جنة صغيرة مقتصرة على أناس مثل آل بينتلاند.

अज्ञात पृष्ठ