أعصى الدواء على من حبه دائي «هذا وإن النفس لتنازعني إليك، ولكن لم أتطفل على أحد من قبلك، ولن أتطفل عليك مرتين. نقول الشمس والقمر والنجوم، فإذا أنت تريدين أن نراك من مرصد فلكي ...!»
وكتب إليها في رسالة أخرى: «وأي بليغ يراك ولا يعرف منك فنا جديدا في حس معانيه ومبانيه، ويعرفك ولا يرى فيك أبدع البديع فيما يعانيه من افتتانه! لله الحمد أن جعلنا نتلقى الماء ولم يجشمنا أن نصعد من أجله السماء.»
وبعث إليها يهنئها في عيد ميلادها ذات مرة بهذه الأبيات التي تنم عن عاطفة نحوها مكبوتة، قال:
هنيئا لك الأعياد تأتي وتنقضي
ولا ينقضي ما يستجد لك السعدا
يعز علينا أن تكوني بموسم
ولا نلتقي فيه سلاما ولا ردا
فإن كان هذا الغصن أنبت شوكه
فما ذاك إلا أنه أنبت الوردا (5) غرام رفيع
أنطون الجميل هو الأديب الذائع الصيت، هاجر إلى مصر من لبنان سنة 1909، وكان قبل هجرته يشتغل بالتدريس في مدارس بيروت، ثم أنشأ في مصر مجلة الزهور، وكانت مجلة أدبية راقية، ثم هجر صناعة الأدب إلى وظائف الحكومة؛ فتولى منصبا رفيعا في وزارة المالية إلى أن أحيل إلى المعاش، فتولى رئاسة تحرير الأهرام إلى أن توفي.
अज्ञात पृष्ठ