أثر الشك والوسواس في وجود الله ﷿ على عقيدة المسلم
أثر الشك والوسواس في وجود الله ﷿ على عقيدة المسلم
शैलियों
ثانيًا: دلالة الشرع
عند النظر في الأدلة الشرعية من الوحي المعصوم نجد أنها تدل على وجود الله ﷿ من خلال إثبات صفاته ﷿ التي تدل على حياته وقيوميّته وعلوه وعلمه وسائر صفاته الدالة على وجوده ﷿، سواء كان ذلك في كتاب الله تعالى أو في سنة نبيه ﷺ، ففي كتاب الله تعالى يقول جل وعلا: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ .. الآية﴾ [البقرة: ٢٥٥]. قال الحافظ ابن كثير ﵀: " ﴿الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ أي الحي في نفسه الذي لا يموت أبدًا القيم لغيره ". (^١)
ويقول النبي الكريم ﵊ مبينًا أن الله ﷿ موجود، وأنه الخالق لجميع المخلوقات، بما فيها السماوات والأرض: (كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السموات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء). (^٢) وفي رواية: (كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض). (^٣)
ولذلك فالسلف ﵏ يرون أن الإيمان بالله تعالى لا يكون إلا بالإيمان بوجوده، وربوبيته، وأسمائه وصفاته ﷾، وأن العبد لا يكون مؤمنًا حتى يؤمن بأركان الإيمان الستة؛ وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والإيمان باليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره" (^٤)، "وأن الإيمان بالله تعالى هو التصديق بما قال به وأمر به وافترضه ونهى عنه؛ من كل ماجاءت به الرسل ونزلت فيه الكتب " (^٥).
_________
(^١) تفسير القرآن العظيم، الحافظ اسماعيل بن كثير الالقرشي الدمشقي، دار الفيحاء - دمشق- دار السلام - الرياض، ط ١، ١٤١٤ هـ، (١/ ٤١٣)
(^٢) أخرجه البخاري ﵀ في كتاب التوحيد (ص ٤٠٣ ج ١٣).
(^٣) خرجه البخاري ﵀ في كتاب بدء الخلق (ص ٢٨٦ ج ٦).
(^٤) كتاب الإيمان، ابن مندة، (١/ ١٢٤ - ١٢٨).
(^٥) كتاب الاعتقاد، محمد بن القاضي أبي يعلى الفراء الحنبلي، تحقيق: الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس، مكتبة المعارف، ط ٥، ١٤٢٦ هـ، الرياض، ص: ٢٤
1 / 15