78

Atheer Ibn Badis

آثار ابن باديس

अन्वेषक

عمار طالبي

प्रकाशक

دار ومكتبة الشركة الجزائرية

संस्करण संख्या

الأولى عام ١٣٨٨ هـ

प्रकाशन वर्ष

١٩٦٨ ميلادية

शैलियों

وكانت أول ما قرأت عليه فقد حببتني في الأدب والتفقه في كلام العرب وبثت فيَّ روحًا جديدًا في فهم المنظوم والمنثور، وأحيت مني الشعور بعزِّ العروبة والاعتزاز بها كما أعتز بالإسلام" (١). ولم ينس الشيخ عبد الحميد ﵀ أن يبين لنا عاملًا آخر من أهم العوامل وهو الشعب الجزائري، وما ينطوي عليه من أصول الكمال، واستعدادات عظيمة للخير، وهو ما عمل على تنميته والنضال من أجل تغليبه على جوانب النقص وعوامل السكون، كما سبق أن لوحنا إلى ذلك. ويصف الأمة الجزائرية بأنها أمة معوانة على الخير منطوية على استعدادات الكمال وأنها ذات نسب عريق في المحامد والفضائل (٢) ثم يبين عاملًا آخر وهم زملاؤه من العلماء الأفاضل الذين ساعدوه منذ فجر النهضة وشدوا ساعده فورى بهم زناده، وسطع نجمه أمثال الشهيد الشيخ العربي التبسي (٣) والشيخ البشير الإبراهيمي (٤) والشيخ العقبي في أول أمره والشيخ مبارك الميلي وغيرهم. والعامل الأخير الذي يفوق جميع العوامل الأخرى والذي كرَّس له ربع قرن من حياته، هو القرآن الكريم الذي صاغ نفسه، وهزَّ كيانه، واستولى على قلبه فاستوحاه في منهجه طوال حياته، وترسم خطاه في دعوته، وناجاه ليله ونهاره يستلهمه ويسترشده، ويتأمله فيعبُّ منه ويستمدُّ علاج أمراض القلوب، وأدواء النفوس، ويذيب نفسه،

(١) البصائر السنة الأولى العدد ١٦ الجزائر الجمعة ٢ صفر ١٣٥٥ - ٢٤ افريل ١٩٣٦. (٢) ن. م. (٣) اختطفه المستعمرون الفرنسيون في مارس ١٩٥٧ أثناء الثورة وغاب عن الوجود من ذلك التاريخ ﵀. (٤) توفي في ١٩ ماي ١٩٦٥م.

1 / 79