214

Atheer Ibn Badis

آثار ابن باديس

अन्वेषक

عمار طالبي

प्रकाशक

دار ومكتبة الشركة الجزائرية

संस्करण संख्या

الأولى عام ١٣٨٨ هـ

प्रकाशन वर्ष

١٩٦٨ ميلادية

शैलियों

والعمل فيه سواء أكان العامل قائمًا أو جالسًا، فتقول: قام بحاجتي، إذا جد وعمل فيها، ولو كان لم يمش فيها خطوة، وإنما قضاها بكلمة قالها أو خطاب أرسله. وتكني كذلك بالقعود عن الترك للعمل وانحلال العزيمة وبطلان الهمة سواء كان الشخص واقفًا أو جالسًا، فتقول: قعد زيد عن نصرة قومه، إذا لم يعمل في ذلك عملًا، ولم تكن له فيه همة ولا عزيمة، ولو كان قائمًا يمشي على رجليه، فالقعود في الآية بمعنى المكث كناية عن بطلان العمل وخيبة السعي وخور القلب وفراغ اليد من كل خير. ﴿مَذْمُومًا﴾ مذكورًا بالقبيح موصوفًا به. ﴿مَخْذُولًا﴾ متروكًا بلا نصير مع حاجتك إليه.
فنهى الله الخلق كلهم عن أن يعتقدوا معه شريكًا في ألوهيته فيعبدوه معه، ليعتقدوا أنه الإله وحده فيعبدوه وحده. وبين لهم أنهم إن اعتقدوا معه شريكًا وعبدوه معه فإن عبادتهم تكون باطلة وعملهم يكون مردودًا عليهم وأنهم يكونون مذمومين من خالقهم ومن كل ذي عقل سليم من الخلق، ويكونون مخذولين لا ناصر لهم. فأما الله فإنه يتركهم وما عبدوا معه، وأما معبوداتهم فإنها لا تنفعهم لأنها عاجزة مملوكة مثلهم، فما لهم- قطعًا من نصير.
والخطاب وإن كان موجهًا للنبي ﵌ فإنه عام للمكلفين، وسر مثل هذا الخطاب تنبيه الخلق إلى أن شرائع الله وتكاليفه عامة للرسول والمرسل إليهم، وإن كان هو قد عصم من المخالفة فلا يبقى بعد ذلك وجه لدعوى مدع خروج فرد من أفراد الأمة المكلفين عن دائرة التكليف.
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ (١) القضاء يكون بمعنى الإرادة، وهذا هو القضاء الكوني التقديري

(١) ٢٣/ ١٧ الإسراء.

1 / 217