आथार अल-उवल फ़ी तरतीब अल-दुवाल
آثار الأول في ترتيب الدول
शैलियों
لا يخلو من تحاسد وتضاغن، ويجري بين الجلساء التشاجر، فاذا تكلمت بشىء واعترض معترض ذو شان فان أصاب فاعترف له بالحق يحمدك الملك وتنقص من عداوته، وإن هو أخطا فرد عليه برفق واستدل لكلامك واقنع بظهور حجتك وصحه قولك عند من حضر، ولا تظهر التشفى والتبكيت فانه لا يسر الملك، ذلك إذ ليس عنده ما عندكما من تحاسد، وإنما هو كالبحر تبتدىء منه الانهار وتعود إليه. وإن سئل غيرك فلا تجب أنت ولو أخطا المسؤول عنه فان سالك فاجب وإن أمكنك أن تعتذر عن خطا صاحبك فافعل، وإن لم يكن لك فيه علم، فإياك من الدخول فيما لا تعلم.
ومن حق الندماء على الملوك اطراح التكلف وترك الأبهة التي تتعلق بالملك والمساواة في المطعم والمشرب والمسمع. وكان بعض الخلفاء يحتجب عن الندماء ويجلس خلف ستارق آو شباك مخرم يراهم ويسمعهم ولا يسمعونه، وبعضهم يظهر لهم، وبعضهم ساواهم وواساهم فكانوا الشتاء يجلسون في المجالس وبها مناقل الثار ويسجر(1) فيها العود والند وعليهم الفراء اللائقة بالوقت على أشكالهم، وفى الصيف فى القاعات والبساتين والفساقي على سمت كل أوان والملك دائما يتميز عليهم بملبوسه وتاجه، تم يرش عليهم الماورد، ويتناشدون الأشعار، ويتذاكرون الأخبار، فاذا كان وقت النوم والاستراحة دخل الملك إلى منزله وقام الندماء إلى مكان معد لهم أو ينصرفون إلى منازلهم ولا ينبغي لهم أن يجتمعوا بعده بغيره.
ويجب على الملك في غالب الاوقات أن يفرغ نفسه ويقبل على سماع تلاوة الكتاب العزيز والاصغاء إليه، وتدبير الايات واستفهام معانيها، وليكن
पृष्ठ 245