174

आथार अल-उवल फ़ी तरतीब अल-दुवाल

آثار الأول في ترتيب الدول

शैलियों

جاءه الولك أحسن تسميته واختار له المراضع لتعتدل طباعه وتتكامل هيئته، ثم إذا ترعرع يعلمه الخط والقراءة، ويهذب لسانه على الفصاحة ويوكل بتربيته من يثق بامانته وشفقته ، تم يعلمه الركوب والفروسية والرمى والطعان(1) وجميع ما يحتاج إليه أهل الحرب.

وكان بعض الملوك يرى أن يربي ولده في التعب والشقاء، وربما يسفره التتهذب أخلاقه وطباعه، ويمرن على التعب والنصب(2)، فاذا وجد الراحة عرف قدرها واشفق على أهل الشقاء، وفيه فائدة اخرى وذلك ان طرأ عليه طارىء من التعب وما أشبهه، وجد الولد عنده من الصبر والاستعداد له ما لا يؤتر ذلك عنده.

ولما ولد للملك يزذجرد ولده بهرام جور، دفعه للنعمان(2) بن المنذر ملك العرب ليكون في حضانته، فاختار له المراضع والدايات، وعلمه الفروسية والمطاردات، ولما بلغ وحذق وبرع فى جميع اداب الملوك مات والده، وؤلي بعض أقاربه لكراهة الناس فى والده، فجمع النعمان جموع العرب وسار إلى بلاد الفرس حتى خلص له الملك وأجلسه على سريره، والقصة مشهورة.

وينبغى للولد أن يكون مع الوالد كالعبد مع السيد، يسابق إلى خدمته ويبادر إلى إجابة دعوته، ولا يهجم عليه فى وقت خلوته، ولا يخاطب أحدا في مجلسه، ولا يحدق النظر إليه، ولا يرفع صوته عليه، ويتتبع اغراضه، ويقتفي اثاره وياتمر بامره، وينتهي بزجره، ولا يتصرف في الأمور إلا

पृष्ठ 220