At-Tawdih ar-Rashid fi Sharh at-Tawhid
التوضيح الرشيد في شرح التوحيد
शैलियों
- قَوْلُ المُصَنِّفِ ﵀ فِي المَسْأَلَةِ التَّاسِعَةِ (كَوْنُهُ ﷺ فِي البَرْزَخِ تُعْرَضُ أَعْمَالُ أُمَّتِهِ فِي الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ): أَيْ: فَقَطْ عَرْضُ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيْمِ، وَيُؤْخَذُ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ (إِنَّ تَسْلِيْمَكُمْ لَيَبْلُغُنِي أَيْنَ كُنْتُمْ). (١)
- فَائِدَةٌ) فِي حَدِيْثِ (اجْعَلُوا فِي بُيُوْتِكُمْ مِنْ صَلَاتِكُمْ؛ وَلَا تَتَّخِذُوْهَا قُبُوْرًا): (٢) دِلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الأَفْضَلَ أَنْ يَجْعَلَ المَرْءُ صَلَاتَهُ فِي بيْتِهِ لِجَمِيْعِ النَّوَافِلِ، وَلِقَوْلِهِ ﷺ: (أَفْضَلَ صَلَاةِ المَرْءِ فِي بَيتِهِ إِلَّا الصَّلَاةَ المَكْتُوبَةَ) (٣) إِلَّا مَا وَرَدَ فِيْ الشَّرْعِ بِأَنْ يُفْعَلَ فِي المَسْجِدِ، مِثْلَ: صَلَاةِ الكُسُوْفِ، وَقِيَامِ اللَّيْلِ فِي رَمَضَانَ.
وَهَذَا الحُكْمُ عَامٌّ حَتَّى لَوْ كُنْتَ فِي المَدِيْنَةِ النَّبَوِيَّةِ، لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ ذَلِكَ وَهُوَ فِي المَدِيْنَةِ، وَتَكُوْنُ المُضَاعَفَةُ إِذًا بِالنِّسْبَةِ لِلفَرَائِضِ - أَوِ النَّوَافِلِ الَّتِيْ تُسَنُّ لَهَا الجَمَاعَةُ -، وَأَيْضًا تَكُوْنُ الفَضِيْلَةُ بِاعْتِبَارِ المَسَاجدِ مَعَ بَعْضِهَا.
(١) وَفِي الحَدِيْثِ (إنَّ مِنْ أفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الجُمعَةِ؛ فِيْهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيْهِ قُبِضَ، وَفِيْهِ النَّفْخَةُ، وَفِيْهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيْهِ؛ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ. إنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تأْكُلَ أَجْسَادَ الأنْبِيَاءِ)، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ؛ وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ - يَقُوْلُوْنَ: بَلِيْتَ -؟ فَقَالَ: (إِنَّ اللهَ ﷿ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ). صَحِيْحٌ. أَبُو دَاوُدَ (١٠٤٧) عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ. صَحِيْحُ التَّرْغِيْبِ وَالتَّرْهِيْبِ (٦٩٦).
وَأَمَّا حَدِيْثُ (حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ؛ تُحَدِّثُوْنَ ويُحْدَثُ لَكُمْ، فَإِذَا أَنَا مُتُّ كَانَتْ وَفَاتِي خَيْرًا لَكُمْ؛ تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمالَكُمْ؛ فَمَا رَأيْتُ خَيْرًا حَمِدْتُ اللهَ عَلَيْهِ، وَمَا رَأيْتُ مِنْ شَرٍّ اسْتَغْفَرْتُ اللهَ لَكُمْ) فَهُوَ عِنْدَ البَزَّارِ (٣٠٨/ ٥) مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ ﵁، وَهُوَ ضَعِيْفٌ. الضَّعِيْفَةُ (٩٧٥).
وَقَالَ الحَافِظُ العِرَاقِيُّ ﵀ فِي تَخْرِيْجِ الإحْيَاءِ (٣٨١٠): (أَخْرَجَهُ البزَّارُ مِنْ حَدِيْثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُوْدٍ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيْحِ، إِلَّا أَنَّ عَبْدَ المَجِيْدِ بْنَ عَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ أَبِي رَوَّاد - وَإِنْ أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ وَالنَّسَائِيُّ - فَقَدْ ضَعَّفَهُ كَثِيْرُوْنَ، وَرَوَاهُ الحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ حَدِيْثِ أَنَسٍ بِنَحْوِهِ بِإِسْنَادٍ ضَعِيْفٍ).
(٢) رَوَاهُ البُخَارِيُّ (٤٣٢)، وَمُسْلِمٌ (٧٧٧) ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوْعًا.
(٣) رَوَاهُ البُخَارِيُّ (٧٢٩٠)، وَمُسْلِمٌ (٧٨١) عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ مَرْفُوْعًا.
1 / 182