At-Tawassul: Its Types and Rulings

Naser al-Din al-Albani d. 1420 AH
50

At-Tawassul: Its Types and Rulings

التوسل أنواعه وأحكامه

अन्वेषक

محمد عيد العباسي

प्रकाशक

مكتبة المعارف للنشر والتوزيع

संस्करण संख्या

الطبعة الأولى ١٤٢١ هـ

प्रकाशन वर्ष

٢٠٠١ م

प्रकाशक स्थान

الرياض

शैलियों

المطر مثلًا نذهب إلى النبي ﷺ، ونطلب منه ان يدعو لنا الله جل شأنه. ٣- ويؤكد هذا ويوضحه تمام قول عمر ﵁: وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، أي إننا بعد وفاة نبينا جئنا بالعباس عم النبي ﷺ، وطلبنا منه أن يدعو لنا ربنا سبحانه ليغيثنا. تُرى لماذا عدل عمر ﵁ عن التوسل بالنبي ﷺ إلى التوسل بالعباس ﵁، مع العلم ان العباس مهما كان شأنه ومقامه فإنه لا يذكر امام شأن النبي ﷺ ومقامه؟ أما الجواب برأينا فهو: لأن التوسل بالنبي ﷺ غير ممكن بعد وفاته، فأنى لهم أن يذهبوا إليه ﷺ ويشرحوا له حالهم، ويطلبوا منه أن يدعو لهم، ويؤمنوا على دعائه، وهو قد انتقل إلى الرفيق الأعلى، وأضحى في حال يختلف عن حال الدنيا وظروفها مما لا يعلمه إلا الله ﷾، فأنى لهم أن يحظوا بدعائه ﷺ وشفاعته فيهم، وبينهم وبينه كما قال الله عز شأنه: ﴿وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ ١. ولذلك لجأ عمر ﵁ وهو العربي الأصيل الذي صحب النبي ﷺ ولازمه في أكثر أحواله، وعرفه حق المعرفة، وفهم دينه حق الفهم، ووافقه القرآن في مواضع عدة، لجأ إلى توسل ممكن فاختار العباس ﵁ لقرابته من النبي ﷺ من ناحية، ولصلاحه ودينه وتقواه من ناحية آخرى، وطلب منه أن يدعو لهم بالغيث والسقيا. وما كان لعمر ولا لغير عمر أن يدع التوسل بالنبي

١ سورة المؤمنون: الآية ١٠٠.

1 / 56