بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّار بن أَحْمد الصَّيْرَفِي قرى عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُسْلِمَةِ فِي سَنَةِ ٤٦٣ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عمرَان بن مُوسَى الْمَرْزُبَانِيُّ إِجَازَةً قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عُلَيْلٍ الْعَنَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الصَّبَّاحِ بْنِ الْفُرَاتِ الْكَاتِبُ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى هِشَام بن محمدٍ الْكَلْبِيّ فِي سنة ٢٠١ قَالَ
1 / 5
حَدثنَا أَبِي وَغَيْرُهُ وَقَدْ أَثْبَتَ حَدِيثَهُمْ جَمِيعًا أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا لَمَّا سكن مَكَّة وَولد لَهُ بهَا أَوْلَاد كثير حَتَّى ملأوا مَكَّةَ وَنَفَوْا مَنْ كَانَ بِهَا مِنَ الْعَمَالِيقِ ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ مَكَّةُ وَوَقَعَتْ بَيْنَهُمُ الْحُرُوبُ وَالْعَدَاوَاتُ واخرج بَعضهم بَعْضًا فتفسحوا فِي الْبِلَاد والتماس الْمَعَاشِ
وَكَانَ الَّذِي سَلَخَ بِهِمْ إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَان وَالْحِجَارَة أَنه كَانَ لَا يظعن من مَكَّة ظَاعِنٌ إِلا احْتَمَلَ مَعَهُ حَجَرًا مِنْ حِجَارَةِ الْحَرَمِ تَعْظِيمًا لِلْحَرَمِ وَصَبَابَةً بِمَكَّةَ
فَحَيْثُمَا حَلُّوا وضعوه وطافوا بِهِ كطوافهم بالكعة تيمنا مِنْهُم بهَا وصبابة بِالْحرم وحبا بهَا وَهُمْ بَعْدُ يُعَظِّمُونَ الْكَعْبَةَ وَمَكَّةَ وَيَحُجُّونَ وَيَعْتَمِرُونَ عَلَى إِرْثِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ﵉ ثُمَّ سَلَخَ ذَلِكَ بِهِمْ إِلَى أَنْ عَبَدُوا مَا اسْتَحَبُّوا وَنَسُوا مَا كَانُوا عَلَيْهِ وَاسْتَبْدَلُوا بِدِينِ إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل غَيره قعبدوا الأَوْثَانَ وَصَارُوا إِلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الأُمَمُ مِنْ قَبْلِهِمْ وَانْتَجَثُوا مَا كَانَ يَعْبُدُ قَوْمُ نوحٍ ﵇ مِنْهَا عَلَى إِرْثِ مَا بَقِي فيبم مِنْ ذِكْرِهَا وَفِيهِمْ عَلَى ذَلِكَ بَقَايَا مِنْ عَهْدِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ يَتَنَسَّكُونَ بِهَا مِنْ تَعْظِيمِ الْبَيْتِ وَالطَّوَافِ بِهِ وَالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَالْوُقُوفِ عَلَى عَرَفَةَ وَمُزْدَلِفَةَ وَإِهْدَاءِ الْبُدْنِ وَالإِهْلالِ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ مَعَ إدخالهم فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ
1 / 6
فَكَانَت نزار تَقُولُ إِذَا مَا أَهَلَّتْ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لبيْك لَا شريك لَك إِلَّا شريك هُوَ لَكَ تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ وَيُوَحِّدُونَهُ بِالتَّلْبِيَةِ ويدخلون مَعَه آلِهَتِهِمْ وَيَجْعَلُونَ مِلْكَهَا بِيَدِهِ يَقُولُ اللَّهُ ﷿ لِنَبِيِّهِ ﷺ ﴿وَمَا يُؤمن أَكْثَرهم بِاللَّه إِلَّا وهم مشركون﴾
أَيْ مَا يُوَحِّدُونَنِي بِمَعْرِفَةِ حَقِّي إِلا جَعَلُوا مَعِي شَرِيكًا مِنْ خَلْقِي
وَكَانَتْ تَلْبِيَةُ عَكَّ إِذا خَرجُوا حجاجًا قدمُوا أمامهم غُلامَيْنِ أَسْوَدَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِمْ فَكَانَا أَمَامَ رَكْبِهِمْ
فَيَقُولَانِ ... نَحن غرابا عك
فَنَقُول عَكُّ مِنْ بَعْدِهِمَا ... عَكُّ إِلَيْكَ عَانِيَةْ عِبَادُكَ الْيَمَانِيَةْ كَيْمَا نَحُجُّ الثَّانِيَةْ ... وَكَانَتْ رَبِيعَةُ إِذَا حجت فقضت الْمَنَاسِك ووقفت فِي الْمَوَاقِفَ نَفَرَتْ فِي النَّفَرِ الأَوَّلِ وَلَمْ تَقُمْ إِلَى آخر التَّشْرِيق
1 / 7
فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ غَيَّرَ دِينَ إِسْمَاعِيلَ ﵇ فَنَصَبَ الأَوْثَانَ وَسَيَّبَ السَّائِبَةَ وَوَصَلَ الْوَصِيلَةَ وَبَحَرَ الْبَحِيرَةَ وَحَمَى الْحَامِيَةَ عَمْرَو بْنَ رَبِيعَةَ وَهُوَ لحى بن حَارِثَة ابْن عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ الأَزْدِيُّ
وَهُوَ أَبُو خُزَاعَةَ
وَكَانَتْ أُمُّ عَمْرِو بْنِ لُحَيٍّ فُهَيْرَةَ بِنْتَ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ
وَيُقَالُ قَمَعَةُ بِنْتُ مُضَاضٍ الْجُرْهُمِيُّ
وَكَانَ الْحَارِثُ هُوَ الَّذِي يَلِي أَمْرَ الْكَعْبَةِ
فَلَمَّا بَلَغَ عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ نَازَعَهُ فِي الْولَايَة وَقَاتل جرهما بِبَنِي إِسْمَاعِيلَ
فَظَفَرَ بِهِمْ وَأَجْلاهُمْ عَنِ الْكَعْبَةِ
وَنَفَاهُمْ مِنَ بِلادِ مَكَّةَ وَتَوَلَّى حِجَابَةَ الْبَيْتِ بَعْدَهُمْ
ثُمَّ إِنَّهُ مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا فَقِيلَ لَهُ إِنَّ بِالْبَلْقَاءِ مِنَ الشَّامِ حَمَّةً إِنْ أَتَيْتَهَا بَرَأْتَ
فَأَتَاهَا فَاسْتَحَمَّ بِهَا فَبَرَأَ
وَوَجَدَ أَهْلَهَا يَعْبُدُونَ الأَصْنَامَ فَقَالَ مَا هَذِهِ فَقَالُوا نستسقي بِهَا الْمَطَرَ وَنَسْتَنْصِرُ بِهَا عَلَى الْعَدُوِّ
فَسَأَلَهُمْ أَنْ يُعْطُوهُ مِنْهَا فَفَعَلُوا
فَقَدِمَ بِهَا مَكَّةَ ونصبها حول الْكَعْبَة
1 / 8
قَالَ أَبُو الْمُنْذِرِ هِشَامُ بْنُ محمدٍ فَحَدَّثَ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ إِسَافًا وَنَائِلَةَ رَجُلٌ مِنْ جُرْهُمٍ يُقَالُ لَهُ إِسَافُ بْنُ يَعْلَى وَنَائِلَةُ بِنْتُ زيدٍ مِنْ جُرْهُمٍ وَكَانَ يَتَعَشَّقُهَا فِي أَرْضِ الْيَمَنِ فَأَقْبَلُوا حُجَّاجًا فَدَخَلا الْكَعْبَةَ فَوَجَدَا غَفْلَةً مِنَ النَّاس وخلوة فِي الْبَيْتِ فَفَجَرَ بِهَا فِي الْبَيْتِ فَمُسِخَا
فَأَصْبَحُوا فوجدوهما مسخين
فأخرجوهما فوضعوهما موضعهما
فعبدتهما خُزَاعَة وَقُرَيْشٌ وَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ بَعْدُ مِنَ الْعَرَبِ
وَكَانَ أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ تِلْكَ الأَصْنَامَ مِنْ ولد إِسْمَاعِيل وَغَيرهم من النَّاس وسموها بِأَسْمَائِهَا عَلَى مَا بَقِيَ فِيهِمْ مِنْ ذِكْرِهَا حِينَ فَارَقُوا دِينَ إِسْمَاعِيلَ هُذَيْلُ بْنُ مُدْرَكَةَ اتَّخَذُوا سُوَاعًا
فَكَانَ لَهُمْ برهاطٍ مِنْ أَرْضِ يَنْبع وينبع عرض من أَعْرَاض
1 / 9
الْمَدِينَة
وَكَانَت سَدَنَتَهُ بَنُو لِحْيَانَ
وَلَمْ أَسْمَعْ لهذيلٍ فِي أَشْعَارِهَا لَهُ ذِكْرًا إِلا شِعْرَ رجلٍ مِنَ الْيَمَنِ
وَاتَّخَذَتْ كَلْبٌ وَدًّا بِدُومَةِ الْجَنْدَلِ
وَاتَّخَذَتْ مذ حج وَأهل حرش يَغُوثَ
وَقَالَ الشَّاعِرُ ... حَيَّاكَ وَدٌّ فَإِنَّا لَا يَحِلُّ لَنَا ... لَهْوُ النِّسَاءِ وَإِنَّ الدِّينَ قَدْ عَزَمَا ...
وَقَالَ الآخَرُ ... وَسَارَ بِنَا يَغُوثُ إِلَى مرادٍ ... فَنَاجَزْنَاهُمْ قَبْلَ الصَّبَاحِ ...
وَاتَّخَذَتْ خَيْوَانُ يَعُوقَ
فَكَانَ بِقَرْيَةٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهَا خَيْوَانُ مِنْ صنعاء على لَيْلَتَيْنِ مِمَّا بلَى مَكَّةَ
وَلَمْ أَسْمَعْ هَمْدَانَ سَمَّتْ بِهِ وَلا غَيْرَهَا مِنَ الْعَرَبِ وَلَمْ أَسْمَعْ لَهَا وَلا لغَيْرهَا فِيهِ شِعْرًا
وَأَظُنُّ ذَلِكَ لأَنَّهُمْ قَرُبُوا مِنْ صَنْعَاءَ وَاخْتَلَطُوا بِحِمْيَرَ فَدَانُوا مَعَهُمْ بِالْيَهُودِيَّةِ أَيَّامَ تَهَوَّدَ ذُو نواسٍ فَتَهَوَّدُوا مَعَهُ
1 / 10
وَاتَّخَذَتْ حِمْيَرُ نَسْرًا
فَعَبَدُوهُ بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا بَلْخَعٌ
وَلَمْ أَسْمَعْ حِمْيَرَ سَمَّتْ بِهِ أَحَدًا وَلَمْ أَسْمَعْ لَهُ ذِكْرًا فِي أَشْعَارِهَا وَلا أشعار أحدٍ من الْعَرَبِ
وَأَظُنُّ ذَلِكَ كَانَ لانْتِقَالِ حِمْيَرَ أَيَّامَ تبعٍ عَنْ عِبَادَةِ الأَصْنَامِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ
وَكَانَ لِحِمْيَرَ أَيْضًا بَيْتٌ بِصَنْعَاءَ يُقَالُ لَهُ ريَامُ يُعَظِّمُونَهُ وَيَتَقَرَّبُونَ عِنْدَهُ بِالذَّبَائِحِ
1 / 11
وَكَانُوا فِيمَا يَذْكُرُونَ يُكْلَمُونَ مِنْهُ
فَلَمَّا انْصَرَفَ تبع من مسيره الَّذِي سَار فِيهِ إِلَى الْعِرَاقِ قَدِمَ مَعَهُ الْحَبْرَانِ اللَّذَانِ صَحِبَاهُ من الْمَدِينَة
فأمراه بهدم رئام
قَالَ شَأْنَكُمَا بِهِ
فَهَدَمَاهُ وَتَهَوَّدَ تُبَّعُ وَأَهْلُ الْيمن
فَمن ثمَّ لم أسمع بِذكر رئام وَلَا نسرٍ فِي شئ مِنَ الأَشْعَارِ وَلا الأَسْمَاءِ
وَلَمْ تَحْفَظِ الْعَرَبُ مِنْ أَشْعَارِهَا إِلا مَا كَانَ قُبَيْلَ الإِسْلامِ
1 / 12
قَالَ هِشَامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ وَلَمْ أَسْمَعْ فِي رئام وَحْدَهُ شِعْرًا وَقَدْ سَمِعْتُ فِي الْبَقِيَّةِ
هَذِهِ الْخَمْسَة الْأَصْنَام الَّتِي كَانَت يَعْبُدهَا قوم نوحٍ فَذكرهَا الله ﷿ فِي كِتَابه فِيمَا أَنْزَلَ عَلَى نَبِيِّهِ ﵇ ﴿قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلا خَسَارًا وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا ضلالا﴾
فَلَمَّا صَنَعَ هَذَا عَمْرُو بْنُ لُحَيٍّ دَانَتِ الْعَرَب للأصنام وعبدوها واتخذوها
فَكَانَ أقدمها كلهَا مَنَاة
وَقد كَانَت الْعَرَب تسمى عبد مناه وَزيد مَنَاةَ
وَكَانَ مَنْصُوبًا عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ مِنْ نَاحِيَةِ الْمُشَلَّلِ بِقُدَيْدٍ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ
وَكَانَتِ الْعَرَب جَمِيعًا تعظمه وتذبح حوله
وَكَانَتِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ وَمَنْ يَنْزِلُ الْمَدِينَةَ وَمَكَّةَ وَمَا قَارَبَ مِنَ الْمَوَاضِعِ يُعَظِّمُونَهُ وَيَذْبَحُونَ لَهُ ويهدون لَهُ
وَكَانَ أَوْلادُ مَعْدٍ عَلَى بقيةٍ مِنْ دِينِ إِسْمَاعِيلَ ﵇
وَكَانَتْ رَبِيعَةُ وَمُضَرُ عَلَى بقيةٍ مِنْ دِينِهِ
وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَشَدَّ إِعْظَامًا لَهُ مِنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ
1 / 13
قَالَ أَبُو الْمُنْذِر هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ
وَحَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَمَّارِ ابْن يَاسِرٍ وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ قَالَ كَانَتِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ وَمَنْ يَأْخُذُ بِأَخْذِهِمْ مِنْ عَرَبِ أَهْلِ يَثْرِبَ وَغَيْرِهَا فَكَانُوا يَحُجُّونَ فَيَقِفُونَ مَعَ النَّاسِ الْمَوَاقِفَ كُلَّهَا وَلا يَحْلِقُونَ رُءُوسَهُمْ
فَإِذَا نَفَرُوا أَتَوْهُ فَحَلَقُوا رُءُوسَهُمْ عِنْدَهُ وَأَقَامُوا عِنْده
لَا يرَوْنَ لحجهم تَمَامًا إِلا بِذَلِكَ
فَلإِعْظَامِ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ يَقُولُ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ وَدِيعَةَ الْمُزَنِيُّ أَوْ غَيْرُهُ مِنَ الْعَرَبِ ... إِنِّي حَلَفْتُ يَمِينَ صدقٍ بَرَّةً ... بِمَنَاةَ عِنْدَ مَحَلِّ آلِ الْخَزْرَجِ ... وَكَانَتِ الْعَرَبُ جَمِيعًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُسَمُّونَ الأَوْسَ وَالْخَزْرَجَ جَمِيعًا الْخَزْرَجَ
فَلِذَلِكَ يَقُولُ عِنْدَ مَحَلِّ آلِ الْخَزْرَجِ
وَمَنَاة هَذِه الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ ﷿ فَقَالَ ﴿وَمَنَاةَ الثَّالِثَة الْأُخْرَى﴾
وَكَانَتْ لهذيلٍ وَخُزَاعَةَ
1 / 14
وَكَانَتْ قُرَيْشٌ وَجَمِيعُ الْعَرَبِ تُعَظِّمُهُ
فَلَمْ يَزَلْ على ذَلِكَ حَتَّى خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ من الْمَدِينَة سنة ثمانٍ من الْهِجْرَة وَهُوَ عَامُ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ
فَلَمَّا سَارَ مِنَ الْمَدِينَةِ أَرْبَعَ ليالٍ أَوْ خَمْسَ ليالٍ بَعَثَ عَلِيًّا إِلَيْهَا فَهَدَمَهَا وَأَخَذَ مَا كَانَ لَهَا
فَأَقْبَلَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ
فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ سَيْفَانِ كَانَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي شمرٍ الْغَسَّانِيُّ مَلِكُ غَسَّانَ أهداهما لَهَا أَحَدُهُمَا يُسَمَّى مِخْذَمًا وَالآخَرَ رَسُوبًا
وَهُمَا سَيْفَا الْحَارِثِ اللَّذَانِ ذَكَرَهُمَا عَلْقَمَةُ فِي شِعْرِهِ فَقَالَ ... مُظَاهِرُ سِرْبَالَيْ حديدٍ عَلَيْهِمَا ... عَقِيلا سيوفٍ مِخْذَمٌ وَرَسُوبُ ...
فَوَهَبَهُمَا النَّبِيُّ ﷺ لِعَلِيٍّ ﵁
فَيُقَالُ إِنَّ ذَا الْفِقَارِ سَيْفٌ عَلَى أَحَدِهِمَا
وَيُقَالُ إِنَّ عَلِيًّا وجد هذَيْن السيفين فِي الْفلس وَهُوَ صنم ظيى حَيْثُ بَعَثَهُ النَّبِيُّ ﷺ فهدمه
1 / 15
ثُمَّ اتَّخَذُوا اللاتَ
وَاللاتُ بِالطَّائِفِ وَهِيَ أَحْدَثُ من مَنَاة
وَكَانَت صَخْرَةً مُرَبَّعَةً
وَكَانَ يَهُودِيٌّ يَلُتُّ عِنْدَهَا السَّوِيقَ
وَكَانَ سَدَنَتَهَا مِنْ ثَقِيفٍ بَنُو عَتَّابِ بْنِ مالكٍ
وَكَانُوا قَدْ بَنَوْا عَلَيْهَا بِنَاءً
وَكَانَتْ قُرَيْش وَجَمِيع الْعَرَب تعظمها
وَبهَا كَانَت الْعَرَب تسمى زيد اللات وتيم اللاتِ
وَكَانَتْ فِي مَوْضِعِ مَنَارَةِ مَسْجِدِ الطَّائِفِ الْيُسْرَى الْيَوْمَ
وَهِيَ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ فِي الْقُرْآن فَقَالَ ﴿أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى﴾
وَلها يَقُول عَمْرو بن الجعيد ... فإنى وَتَرْكِي وَصْلِ كأسٍ لَكَالَّذِي ... تَبَرَّأَ مِنْ لاتٍ وَكَانَ يَدِينُهَا ... وَلَهُ يَقُولُ الْمُتَلَمِّسُ فِي هِجَائِهِ عَمْرِو بْنِ الْمُنْذِرِ ... أَطْرَدْتَنِي حَذَرَ الْهِجَاءِ وَلا ... وَاللاتِ وَالأَنْصَابِ لَا تَئِلُ ...
1 / 16
فَلَمْ تَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى أَسْلَمَتْ ثَقِيفٌ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ فَهَدَمَهَا وَحَرَّقَهَا بِالنَّارِ
وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ شَدَّادُ بْنُ عارضٍ الْجُشَمِيُّ حِينَ هُدِمَتْ وَحرقت ينْهَى ثقيفًا عَن الْعود إِلَيْهَا وَالْغَضَب لَهَا ... لَا تنصر وَا اللاتَ إِنَّ اللَّهَ مُهْلِكُهَا ... وَكَيْفَ نَصْرُكُمْ مَنْ لَيْسَ يَنْتَصِرُ
إِنَّ الَّتِي حُرِّقَتْ بِالنَّارِ فَاشْتَعَلَتْ ... وَلَمْ تُقَاتِلْ لَدَى أَحْجَارِهَا هَدَرُ
إِنَّ الرَّسُولَ مَتَى يَنْزِلُ بِسَاحَتِكُمْ ... يَظْعَنُ وَلَيْسَ بِهَا مِنْ أَهْلِهَا بَشَرُ
... وَقَالَ أَوْسُ بْنُ حجرٍ يَحْلِفُ بِاللاتِ ... وَبِاللاتِ وَالْعُزَّى وَمَنْ دَانَ دِينَهَا ... وَبِاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ مِنْهُنَّ أَكْبَرُ ... ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعُزَّى
وَهِيَ أَحْدَثُ مِنَ اللاتِ وَمَنَاةَ
وَذَلِكَ أَنِّي سَمِعت الْعَرَب سمت بهما قبل الْعُزَّى
1 / 17
فَوجدت تَمِيم بن مر سمى ابْنه زَيْدَ مَنَاةَ بْنَ تَمِيمِ بْنِ مُرِّ بْنِ أد بن طابخة وَعبد مَنَاة بن أد وباسم اللات سمى ثَعْلَبَة بن عكابة ابْنه تيم اللات وتيم اللات بن رفيدة بن ثَوْر وزَيْدِ اللاتِ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ وبرة بن مر بن أد ابْن طابخة وتيم اللات بن النمر بن قاسط وَعبد الْعُزَّى بن كَعْب بن سعد ابْن زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ
فَهِيَ أَحْدَثُ مِنَ الْأَوليين
وَعبد الْعُزَّى بْنُ كَعْبٍ مِنْ أَقْدَمِ مَا سَمَّتْ بِهِ الْعَرَبُ
وَكَانَ الَّذِي اتَّخَذَ الْعُزَّى ظَالِمُ بْنُ أَسْعَدَ
كَانَتْ بوادٍ مِنْ نَخْلَةِ الشَّامِيَّةِ يُقَال لَهُ حُرَاضٌ بِإِزَاءِ الْغُمَيْرِ عَنْ يَمِينِ الْمُصْعِدِ إِلَى الْعِرَاقِ مِنْ مَكَّةَ
وَذَلِكَ فَوْقَ ذَاتِ عرقٍ إِلَى الْبُسْتَانِ بِتِسْعَةِ أَمْيَالٍ
فَبَنَى عَلَيْهَا بَسًّا يُرِيدُ بَيْتًا
وَكَانُوا يَسْمَعُونَ فِيهِ الصَّوْتَ
وَكَانَتِ الْعَرَب وقريش تسمى بهَا عبد الْعُزَّى
وَكَانَت أَعْظَمَ الأَصْنَامِ عِنْدَ قُرَيْشٍ
وَكَانُوا يَزُورُونَهَا وَيُهْدُونَ لَهَا وَيَتَقَرَّبُونَ عِنْدَهَا بِالذَّبْحِ
1 / 18
وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ذَكَرَهَا يَوْمًا فَقَالَ لَقَدْ أَهْدَيْتُ لِلْعُزَّى شَاةً عَفْرَاءَ وَأَنَا عَلَى دِينِ قَوْمِي
وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَتَقُولُ ... وَاللاتِ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةِ الأُخْرَى ... فَإِنَّهُنَّ الْغَرَانِيقُ الْعُلَى وَإِنَّ شفاعتهن لَتُرْتَجَى ... كَانُوا يَقُولُونَ بَنَاتُ اللَّهِ ﷿ عَنْ ذَلِكَ وَهُنَّ يَشْفَعْنَ إِلَيْهِ
فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ أَنْزَلَ عَلَيْهِ ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بهَا من سُلْطَان﴾
وَكَانَتْ قُرَيْشٌ قَدْ حَمَتْ لَهَا شِعْبًا مِنْ وَادِي حراضٍ يُقَالُ لَهُ سقَامٌ
يُضَاهُونَ بِهِ حرم الْكَعْبَة
فَذَاك قَوْلُ أَبِي جندبٍ الْهُذَلِيِّ ثمَّ القردي فِي امْرَأَة كَانَ يهواها فَذكر حَلفهَا لَهُ بِهَا ... لَقَدْ حَلَفْتُ جَهْدًا يَمِينًا غَلِيظَةً ... بِفَرْعِ الَّتِي أحمت فروع سقام
لَئِن أَنْت لَمْ تُرْسِلْ ثِيَابِي فَأَنْطَلِقْ ... أُبَادِيكِ أُخْرَى عَيْشَنَا بِكَلامِ
يَعُزُّ عَلَيْهِ صَرْم أُمِّ حويرثٍ ... فَأَمْسَى يَرُومُ الأَمْرَ كُلَّ مَرَامِ
... وَلَهَا يَقُولُ دِرْهَمُ بْنُ زيدٍ الأَوْسِيُّ ... إِنِّي وَرَبِّ الْعُزَّى السَّعِيدَةِ وَاللَّهِ الَّذِي دُونَ بَيْتِهِ سَرَفُ
1 / 19
وَكَانَ لَهَا مَنْحَرٌ يَنْحَرُونَ فِيهِ هَدَايَاهَا يُقَالُ لَهُ الْغَبْغَبُ
فَلَهُ يَقُولُ الْهُذَلِيُّ وَهُوَ يَهْجُو رَجُلا تَزَوَّجَ امْرَأَةً جَمِيلَةً يُقَالُ لَهَا أَسْمَاءُ ... لَقَدْ أُنْكِحَتْ أَسْمَاءُ لِحَى بقيرةٍ ... مِنَ الأُدْمِ أَهْدَاهَا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي غَنْمِ
رَأَى قَذَعًا فِي عَيْنِهَا إِذْ يَسُوقُهَا ... إِلَى غَبْغَبِ الْعُزَّى فَوَضَعَ فِي الْقَسْمِ ...
فَكَانُوا يَقْسِمُونَ لُحُومَ هَدَايَاهُمْ فِيمَنْ حَضَرَهَا وَكَانَ عِنْدَهَا
1 / 20
فلغبغبٍ يَقُولُ نُهَيْكَةُ الْفَزَارِيُّ لِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ ... يَا عَامُ لَوْ قَدَرَتْ عَلَيْكَ رِمَاحُنَا ... وَالرَّاقِصَاتُ إِلَى منى فالغبغب
لتقيت بالوجعاء طعنة فاتكٍ ... مران أَوْ لَثَوَيْتَ غَيْرَ مُحْسَبِ ...
وَلَهُ يَقُولُ قَيْسُ بْنُ مُنْقِذِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ضَاطِرِ بْنِ حبشية بن سلول الْخُزَاعِيّ وَلَدَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي حُدَادٍ مِنْ كِنَانَةَ وَنَاسٌ يَجْعَلُونَهَا مِنْ حُدَادِ محاربٍ وَهُوَ قَيْسُ بن الحدادية الْخُزَاعِيّ ... تلينا بَيت اللَّهِ أَوَّلَ حلفةٍ ... وَإِلا فأنصابٍ يَسِرْنَ بِغَبْغَبِ ...
وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَخُصُّهَا بِالإِعْظَامِ
فَلِذَلِكَ يَقُولُ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَكَانَ قَدْ تَأَلَّهَ فِي الْجَاهِلِيَّة وَترك عبادتها وَعِبَادَةَ غَيْرِهَا مِنَ الأَصْنَامِ
1 / 21
تَرَكْتُ اللاتَ وَالْعُزَّى جَمِيعًا ... كَذَلِكَ يَفْعَلُ الْجَلِدُ الصَّبُورُ
فَلا الْعُزَّى أَدِينُ وَلا ابْنَتَيْهَا ... وَلا صَنَمَيْ بَنِي غنمٍ أَزُورُ
وَلا هُبَلا أَزُورُ وَكَانَ رَبًّا ... لَنَا فِي الدَّهْرِ إِذْ حِلْمِي صَغِيرُ ...
وَكَانَ سَدَنَةَ الْعُزَّى بَنُو شَيْبَانَ بْنِ جَابر بن مرّة بن عبس بن رِفَاعَة بن الْحَارِث ابْن عتبَة بن سليم بن مَنْصُور من بني سليم
وَكَانَ آخر من سدنها مِنْهُم دبية ابْن حرمى السّلمِيّ
وَله يَقُول أَبُو خراشٍ الْهُذلِيّ وَكَانَ قدم عَلَيْهِ فحذاه نَعْلَيْنِ جيدتين فَقَالَ ... حذانى بعد مَا خذمت نِعَالِي ... دُبَيَّةُ إِنَّهُ نِعْمَ الْخَلِيلُ
مُقَابِلَتَيْنِ مِنْ صِلْوَيْ مَشَبٍّ ... مِنَ الثِّيرَانِ وَصْلُهُمَا جَمِيلُ ...
1 / 22
فَنِعْمَ مُعَرَّسُ الأَضْيَافِ تَذْحَى ... رِحَالُهُمُ شَآمِيَّةٌ بَلِيلُ
يُقَاتل جُوعَهُمْ بمكللاتٍ ... مِنَ الْفُرْنِيِّ يَرْعَبُهَا الْجَمِيلُ ... فَلَمْ تَزَلِ الْعُزَّى كَذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ نَبِيَّهُ ﷺ فَعَابَهَا وَغَيَّرَهَا مِنَ الأَصْنَامِ وَنَهَاهُمْ عَنْ عِبَادَتِهَا وَنَزَلَ الْقُرْآنُ فِيهَا
فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى قُرَيْشٍ
وَمَرِضَ أَبُو أُحَيْحَةَ وَهُوَ سعيد بن الْعَاصِ بن أُميَّة ابْن عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ
فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو لهبٍ يَعُودُهُ فَوَجَدَهُ يَبْكِي
فَقَالَ مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا أُحَيْحَةَ أَمِنَ الْمَوْتِ تَبْكِي وَلا بُدَّ مِنْهُ قَالَ لَا
وَلَكِنِّي أَخَاف أَن لَا تُعْبَدَ الْعُزَّى بَعْدِي
قَالَ أَبُو لَهَبٍ وَاللَّه مَا عُبِدَتْ حَيَاتَكَ لأَجْلِكَ وَلا تُتْرَكُ عِبَادَتُهَا بعْدك لموتك فَقَالَ أَبُو أُحَيْحَةَ الآنَ عَلِمْتُ أَنَّ لِي خَلِيفَةً وَأَعْجَبَهُ شِدَّةَ نَصَبِهِ فِي عِبَادَتِهَا
1 / 23
فَلَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ دَعَا النَّبِيُّ ﷺ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَقَالَ انْطَلِقْ إِلَى شجرةٍ بِبَطْنِ نَخْلَةٍ فَاعْضُدْهَا
فَانْطَلَقَ فَأَخَذَ دُبَيَّةَ فَقَتَلَهُ وَكَانَ سَادِنَهَا
فَقَالَ أَبُو خِرَاشٍ الْهُذَلِيُّ فِي دُبَيَّةَ يَرْثِيهِ ... مَا لِدُبَيَّةَ مُنْذُ الْيَوْمِ لَمْ أَرَهُ ... وَسْطَ الشُّرُوبِ وَلَمْ يُلْمِمْ وَلَمْ يَطِفِ
لَوْ كَانَ حَيًّا لَغَادَاهُمْ بمترعةٍ ... مِنَ الرَّوَاوِيقِ مِنْ شِيزَى بَنِي الْهَطِفِ
ضَخْمُ الرَّمَادِ عَظِيمُ الْقِدْرِ جَفْنَتُهُ ... حِينَ الشِّتَاءِ كحوض المنهل اللقف
أَمْسَى سقام خلاءً لَا أنيس بِهِ ... إِلَّا السبَاع وَمر الرّيح بالغرف ...
1 / 24