परमाणु हथियार: एक बहुत छोटा परिचय
الأسلحة النووية: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
لم يبد أن ترومان ركز كثيرا على التبعات الجيوسياسية لامتلاك القنبلة الذرية قدر ما ركز على العبء الشخصي المتمثل في التصريح باستخدام هذا السلاح المخيف. ويروى أنه تحدث إلى موظف بالبيت الأبيض، وكان الشخص الذي رآه مباشرة بعد أن غادر ستيمسون وجروفز مكتبه، قائلا: «سيكون علي أن أتخذ قرارا لم يضطر أي شخص آخر في التاريخ إلى أن يتخذ مثله. سوف أتخذ القرار، بيد أنه من المرعب أن أفكر فيما سيكون علي أن أقرره.» ومع الوقت، اتخذ ترومان قراره، وهو قرار ربما لم يبنه على الكثير من التفكير المتأني، بل على خبرته الحربية والمعلومات المتوفرة بين يديه.
بدايات مشروع مانهاتن
رغم أنه لم يفض قرار وحيد إلى إنشاء مشروع القنبلة الذرية الأمريكية، فإن أغلب الروايات عن ذلك الأمر تبدأ بمناقشة الرئيس روزفلت لخطاب وجهه إليه أشهر علماء القرن العشرين قاطبة، ألبرت أينشتاين. ففي الحادي عشر من أكتوبر 1939 تقابل ألكسندر ساكس - اقتصادي وول ستريت والمستشار غير الرسمي للرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت - مع الرئيس روزفلت لمناقشة خطاب كتبه ألبرت أينشتاين في الثاني من أغسطس. كتب أينشتاين معلما روزفلت أن أحدث الأبحاث قد جعلت «من المرجح ... أن يكون من الممكن إنشاء تفاعل نووي متسلسل في كتلة كبيرة من اليورانيوم ، وبواسطة هذا التفاعل من الممكن توليد مقادير هائلة من الطاقة وكميات كبيرة من العناصر الشبيهة بالراديوم.» وهو ما من شأنه أن يؤدي «إلى بناء قنابل، ومن المتصور - وإن كان على نحو أقل ترجيحا - أن يبنى نوع جديد قوي للغاية من القنابل استنادا إلى هذا.» وكل هذا من المرجح أن يحدث «في المستقبل العاجل».
آمن أينشتاين - محقا - أن الحكومة النازية كانت تدعم على نحو نشط الأبحاث القائمة في هذا المجال، وحث حكومة الولايات المتحدة على أن تحذو حذوها. قرأ ساكس جزءا من خطاب توضيحي كان قد أعده وأعلم روزفلت بالنقاط الرئيسية التي يتضمنها خطاب أينشتاين. في البداية كان روزفلت مترددا وعبر عن مخاوفه بشأن توافر التمويل اللازم، لكن في اجتماع لاحق عقد على الإفطار في اليوم التالي صار روزفلت مقتنعا بقيمة استكشاف الطاقة الذرية. وما كان له أن يتخذ خيارا آخر.
خط أينشتاين خطابه الشهير بمساعدة المهاجر المجري ليو زيلارد، أحد ألمع الفيزيائيين الأوروبيين الذين فروا إلى الولايات المتحدة في ثلاثينيات القرن العشرين هربا من الاضطهاد النازي والفاشستي. كان زيلارد من أبرز الداعين إلى تدشين برنامج لتطوير القنابل استنادا إلى النتائج الحديثة في الكيمياء والفيزياء النووية. وقد آمن أتراب زيلارد - رفاقه الفيزيائيون المجريون الفارون إدوارد تيلر ويوجين ويجنر - بأن من مسئوليتهم الأخلاقية تنبيه الولايات المتحدة إلى احتمالية فوز العلماء الألمان بسباق بناء القنبلة الذرية، والتحذير من أن هتلر سيكون راغبا أيما رغبة في استخدام مثل هذا السلاح. لكن روزفلت - المنشغل بالأحداث الدائرة في أوروبا - تأخر في لقاء ساكس أكثر من شهرين بعد تلقيه تحذير أينشتاين. وقد فسر زيلارد ورفاقه استجابة روزفلت المتأخرة على أنها دليل على أن الولايات المتحدة لم تأخذ تهديد الحرب النووية مأخذ الجد. لكنهم كانوا مخطئين.
كتب روزفلت إلى أينشتاين في التاسع عشر من أكتوبر 1939 معلما إياه بأنه أنشأ لجنة استكشافية تتكون من ساكس وممثلين عن الجيش والبحرية من أجل دراسة اليورانيوم. وقد أثبتت الأحداث أن روزفلت كان لا يتوانى عن الفعل ما إن يحدد مساره. في الواقع ، كانت موافقة روزفلت على البدء في إجراء الأبحاث على اليورانيوم في أكتوبر 1939 - بناء على اعتقاده بأن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تخاطر بأن تسمح لهتلر بأن يمتلك وحده «قنابل قوية للغاية» - هي القرار الأول من بين مجموعة من القرارات التي أفضت في النهاية إلى تأسيس الجهد الوحيد الناجح لبناء القنبلة الذرية في الحرب العالمية الثانية.
مع بداية الحرب العالمية الثانية كان هناك خوف متزايد بين العلماء في دول الحلفاء من أن ألمانيا النازية قد تكون في سبيلها لتطوير قنابل تعتمد على الانشطار النووي. كانت الأبحاث المنظمة في هذا المجال قد بدأت أول ما بدأت في برلين، كجزء من مشروع السبائك النفقية، وفي الولايات المتحدة قدم قدر يسير من التمويل للأبحاث المتعلقة بالأسلحة المعتمدة على اليورانيوم، وكانت البداية في عام 1939 بلجنة اليورانيوم برئاسة ليمان جيه بريجز. لكن بإلحاح من العلماء البريطانيين - الذين أجروا حسابات حاسمة تشير إلى اكتمال أول سلاح قائم على الانشطار الذري في غضون بضع سنوات - انتقل المشروع بصعوبة إلى أيد بيروقراطية أكفأ، وفي عام 1942 صار جزءا من مشروع مانهاتن. جمع المشروع أبرع العقول العلمية في ذلك الوقت، بمن فيهم العديد من الفارين من أوروبا النازية، إضافة إلى القوة الإنتاجية للصناعة الأمريكية؛ وذلك من أجل هدف وحيد هو إنتاج قنبلة قائمة على الانشطار الذري قبل أن ينتجها الألمان. وافقت لندن وواشنطن على حشد مواردهما ومعلوماتهما، لكن الحليف الرئيس الآخر - الاتحاد السوفييتي تحت زعامة ستالين - ظل خارج الصورة.
برلين، وطوكيو، والقنبلة
كان علماء دول الحلفاء يخشون برلين كثيرا، ولهم أسبابهم في ذلك. ففي أواخر عام 1938 اكتشفت ليز مايتنر وأوتو هان وفريتز شتراسمان ظاهرة الانشطار الذري. عملت مايتنر في ألمانيا برفقة الفيزيائيين هان وشتراسمان، حتى فرت إلى السويد هربا من القمع النازي. ومن خلال عملها في ألمانيا عرفت مايتنر أن نواة اليورانيوم 235 تنقسم (تنشطر) إلى نواتين أخف عند قصفها بأحد النيوترونات، وأن مجموع الجسيمات الناتجة عن عملية الانشطار لا يساوي في كتلته كتلة النواة الأصلية. علاوة على ذلك، خمنت مايتنر أن ذلك الفارق يخرج على شكل طاقة منطلقة؛ طاقة أعظم مائة مليون مرة من تلك المنطلقة في الأحوال العادية من التفاعل الكيميائي بين ذرتين. وفي يناير 1939 أثبت ابن أختها - أوتو فريش - هذه النتائج، وحسب - مع مايتنر - ذلك المقدار غير المسبوق من الطاقة المنطلقة. استخدم فريش المصطلح «انشطار»، المأخوذ من الانقسام البيولوجي للخلية، في تسمية هذه العملية. بعد هذا بوقت قصير أبحر الفيزيائي الدنماركي نيلز بور إلى الولايات المتحدة وأعلن عن الاكتشاف. وفي أغسطس، نشر كل من بور وجون إيه ويلر، إبان عملهما بجامعة برينستون، نظريتهما التي تقضي بأن النظير المسمى «يورانيوم 235»، الموجود بكميات ضئيلة داخل اليورانيوم 238، كان أكثر قابلية للانقسام من اليورانيوم 238؛ لذا ينبغي أن يكون هو محور تركيز الأبحاث العاملة على اليورانيوم. وقد افترضا أيضا أن عنصرا تاليا على اليورانيوم - لا يحمل مسمى علميا ولم يرصد بعد، ويوصف على نحو ملائم بأنه «شديد الاشتعال»، وينتج أثناء انشطار ذرة اليورانيوم 238 - سيكون قابلا للانشطار بدرجة كبيرة. سرعان ما أدرك إنريكو فيرمي وليو زيلارد أن الانقسام أو الانشطار الأول من شأنه أن يتسبب في انشطار تال، وهكذا دواليك، في سلسلة من التفاعل المتسلسل تتزايد بمتوالية هندسية. وكانت هذه هي اللحظة التي أقنع فيها زيلارد وزملاؤه من علماء الذرة أينشتاين بأن يكتب إلى روزفلت.
سرعان ما أدرك الفيزيائيون في كل مكان أنه لو أمكن تطويع التفاعل المتسلسل فمن الممكن أن يؤدي الانشطار إلى مصدر جديد واعد للطاقة. كل ما كان مطلوبا هو مادة يمكنها «تلطيف» طاقة النيوترونات المنبعثة من عملية التحلل الإشعاعي، بحيث يمكن لذرة أخرى قابلة للانشطار أن تقتنصها، وكان الماء الثقيل هو أبرز المواد المرشحة لأداء هذه المهمة. بعد اكتشاف عملية الانشطار الذري، طلب الفيزيائي النازي كورت ديبنر من فيرنر هايزنبرج - الفيزيائي الألماني الحاصل على جائزة نوبل - أن يعمل في مفاعل خاص بالتفاعل المتسلسل في سبتمبر 1939. وبينما اختار الأمريكان تحت قيادة فيرمي الكربون الطري (الجرافيت) من أجل إبطاء النيوترونات الناتجة عن انشطار اليورانيوم 235 أو تلطيفها بحيث يمكنها التسبب في المزيد من عمليات الانشطار في تفاعل متسلسل، اختار هايزنبرج الماء الثقيل. وقد حسب هايزنبرج الكتلة الحرجة اللازمة للقنبلة في تقرير أرسله في السادس من ديسمبر 1939 إلى إدارة التسليح الألمانية. وقد خلصت معادلته - في ظل قيم المؤشرات النووية المفترضة في ذلك الوقت - إلى كتلة حرجة قدرها مئات الأطنان من اليورانيوم 235 الخالص «تقريبا» من أجل تحقيق تفاعل متفجر؛ وهو نموذج هايزنبرج للقنبلة في ذلك الوقت. كان هذا بعيدا كل البعد عما يستطيع الألمان إنتاجه. وفي ظل استحالة الحصول على اليورانيوم المطلوب، اتجه الألمان صوب البلوتونيوم؛ وهو ما كان يعني بناء مفاعل نووي من أجل تحويل اليورانيوم الطبيعي إلى بلوتونيوم. لكن على عكس مشروع مانهاتن الأمريكي، لم يستطع برنامج الفيزياء النووية الألماني قط إنتاج مفاعل نووي للكتلة الحرجة، وذلك على الرغم من جهود هايزنبرج وديبنر. بل في الواقع بدت محاولة النازيين لبناء سلاح نووي واهنة وغير منظمة، أما جهودهم لبناء سلاح نووي فلم يكن لها وجود من الأساس. لكن الحلفاء لم يعلموا بهذا، كما لم يعلموا الكثير عن جهود اليابان لبناء سلاح نووي.
अज्ञात पृष्ठ