(ق208ب)
كتاب أصل السنة واعتقاد الدين
1 - قال أخبرنا أبو زيد ... (1) قراءة عليه، قال: أخبرنا الشيخ أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، قراءة عليه وهو يسمع وأنا أسمع، فأقر به، قال: أخبرنا الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، رحمه الله، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك بن أحمد البرذعي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، أسعده الله ورضي عنه، قال: سألت أبي (ق209أ)، وأبا زرعة، رضي الله عنهما، عن مذاهب أهل السنة وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان من ذلك، فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا ومصرا وشاما ويمنا، فكان مذهبهم، أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، والقرآن كلام الله غير مخلوق، بجميع جهاته، والقدر خيره وشره من الله عز وجل، وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق، ثم عمر بن (ق209ب) بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، وهم الخلفاء الراشدون المهديون، وأن العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله علي وسلم وشهد لهم بالجنة على ما شهد به وقوله الحق، والترحم على جميع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله، والكف عما شجر بينهم، وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه، كما وصف نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف (ق210أ) أحاط بكل شيء علما وهو السميع البصير، والله تبارك وتعالى يرى في الآخرة، ويراه أهل الجنة بأبصارهم ويسمعون كلامه كيف شاء ... (1) شاء، والجنة والنار حق وهما مخلوقتان لا تفنيان أبدا، فالجنة ثواب لأوليائه، والنار عقاب لأهل معصيته إلا من رحم، والصراط حق، والميزان الذي له كفتان يوزن فيه أعمال العباد حسنها وسيئها حق، والحوض المكرم به نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى آله حق (ق210ب)، والشفاعة حق، وأن ناسا من أهل التوحيد يخرجون من النار بالشفاعة حق، وعذاب القبر حق ، ومنكر ونكير حق، والكرام الكاتبون حق، والبعث من بعد الموت حق، وأهل الكبائر في مشيئة الله، لا نكفر أهل القبلة بذنوبهم، ونكل سرائرهم إلى الله عز وجل، ونقيم فرض الجهاد والحج مع أئمة المسلمين في كل دهر وزمان، ولا نرى الخروج على الأئمة، ولا القتال في الفتنة، ونسمع ونطيع لمن ولاه الله أمرنا (ق211أ)، ولا نفرغ يدا من طاعة، ونتبع السنة والجماعة، ونتجنب الشذوذ والخلاف والفرقة، وأن الجهاد ماض منذ بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة مع أولى الأمر من أئمة المسلمين لا يبطله شيء، والحج كذلك، ودفع .... (1) من السوائم إلى أولي الأمر من أئمة المسلمين، والناس مؤمنون في أحكامهم وموارثهم، ولا يدرى ما هم عند الله، فمن قال: إنه مؤمن حقا فهو مبتدع، من قال هو مؤمن عند الله فهو من (ق211ب) الكاذبين، ومن قال إني مؤمن بالله فهو مصيب، والمرجئة مبتدعة ضلال، والقدرية مبتدعة ضلال، فمن أنكر منهم أن الله لا يعلم ما يكون قبل أن يكون فهو كافر، وأن الجهمية كفار، والرافضة رفضوا الإسلام، والخوارج مراق، ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر كفر ينقل عن الملة، ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر، ومن شك في كلام الله فوقف (ق212أ) فيه .... (2) يقول لا أدري مخلوق أو غير مخلوق فهو جهمي، ومن وقف في القرآن جاهلا ... (1) مبتدع ولم يكفر، ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي.
पृष्ठ 1