منزلة الجاهلية" (^١).
هـ - ظهور الخوارج:
ومن الفتن الّتي وقعت ظهور الخوارج على عليٍّ ﵁، وكان بداية ظهورهم بعد انتهاء معركة (صفين)، واتفاق أهل العراق والشام على التحكيم بين الطائفتين، وفي أثناء رجوع عليٍّ ﵁ إلى الكوفة فارقه الخوارج - وقد كانوا في جيشه -، ونزلوا مكانًا يُقال له (حَروراء) (^٢)، ويبلغ عددهم ثمانية آلاف، وقيل: ستة عشر ألفًا، فأرسل عليٌّ إليهم ابن عبّاس ﵁، فناظرهم، ورجع معه بعضهم، ودخلوا في طاعة عليٍّ.
وأشاع الخوارج أن عليًّا تاب من الحكومة، ولذلك رجع بعضهم إلى طاعته، فخطبهم عليٌّ ﵁ في مسجد الكوفة، فتنادوا من جوانب المسجد: لا حكم إِلَّا لله. وقالوا: أشركتَ وحكَّمتَ الرجال ولم تحكِّم كتاب الله.
فقال لهم عليٌّ: لكم علينا ثلاث: أن لا نمنَعَكُم من المساجد، ولا من رزقكم في الفيء، ولا نبدؤكم بقتال ما لم تُحْدِثوا فسادًا.
ثمّ إنهم تجمَّعوا وقتلوا مَنْ اجتاز بهم من المسلمين ومرَّ بهم عبد الله
(^١) "منهاج السنة" لابن تيمية (٢/ ٢٢٤).
(^٢) (حروراء): قرية على ميلين من الكوفة، وإليها نُسبت الخوارج، فيقال: حرورية.
انظر: "معجم البلدان" (٢/ ٢٤٥).