अशहर खुतब व मशहिर खुतबा
أشهر الخطب ومشاهير الخطباء
शैलियों
أيها السادة، إنكم إذا لم ترضوا الروح البروسية في هذا الدستور فإني أعتقد أنه سيبقى حبرا على ورق، وإذا أنتم حاولتم أن تسوموا البروسيين الإذعان لهذا الدستور فإنكم ستجدون منهم ما وجده الأقدمون من جواد الإسكندر، بوكيفالوس، الذي كان يحمل مولاه ويسير به جريئا مبتهجا بينما هو كان يقذف الفارس الذي يتطال إلى امتطاء صهوته ويلقيه على الرغام يتمرغ بذهبه وفروه وسائر حليه وملابسه. ولكن يعزيني الآن اعتقادي الراسخ بأن الوقت لن يطول حتى تنظر الأحزاب المختلفة إلى هذا الدستور كما نظر الطبيبان في أسطورة لافونتين إلى جثة المريض الذي كانا يعودانه، إذ يقول أحدهما: «لقد مات، ولقد تنبأت بذلك منذ رأيته»، فيقول الآخر: «لو أنه استمع لنصيحتي لما مات!» (24) خطبة لجون برايت
كان جون برايت (1811-1889) من أحرار الإنجليز ساعد غلادستون الأيمن يعضده في كل مشروعاته وينافح عن سياسته، وكان خطيبا مفوها «قد منحه الله عطية الصوت إذا خطب سمعت منه موسيقى فصيحة تغور إلى أعماق الشجن وترتفع إلى قمم الغضب.»
وقد اخترنا القطعة التالية من خطبة له ألقاها في سنة 1851 عن عبء الأنظمة الحربية وما تكلف الأمم من باهظ النفقات، قال:
إني أعتقد أن عظمة الأمة لا تدوم إلا إذا ثبتت على أسس الآداب، ولست أبالي بالعظمة الحربية أو الذكر الحربي، وإنما أحق بالمبالاة والعناية أفراد الأمة التي نعيش في ظهرانيها وأحوالهم، إنكم تعرفون أنه ليس في إنجلترا من هو أبعد مني عن قول السوء في التاج والملوكية، ولكن اعلموا أن التيجان والصولجانات والأبهة الحربية والمستعمرات الواسعة والإمبراطوريات العظيمة هي كلها في رأيي هباء كالهواء لا تستحق النظر والاعتبار إلا إذا كانت الأمة حاصلة على نصيب كاف من الرفاهية والرضا والسعادة، فإن الأمة لا تتألف من القصور والآطام والأبهاء والدور الفخمة، فالأمم في جميع البلاد تعيش في الأكواخ وإذا لم يضئ الدستور هذه الأكواخ وإذا لم تصل السياسة الرشيدة إليها وينطبع أثرها على أحوال سكانها وشعورهم فثقوا بأنكم لم تتعلموا بعد واجبات الحكومة.
لقد حكى لنا أقدم المؤرخين أن الإسكيثيين كانوا في زمنه أكثر الشعوب ميلا إلى الحروب وإنهم قد رفعوا صولجانا على منصة رمزا «لمارس» إله الحرب ولم يشيدوا لأحد من الآلهة مناسك إلا لهذا الإله، والآن أراني أتساءل عما إذا كنا نحن قد تقدمنا على هؤلاء الإسكيثيين، إذ ماذا ننفق الآن على البر والتربية والآداب والدين والعدل والحكومة المدنية؟ وما هو هذا الذي ننفقه في جانب نفقاتنا الحربية التي نقدمها ضحية على منسك مارس؟
منذ ليلتين خطبت طائفة كبيرة من المستمعين في هذه القاعة، وكانت هذه الطائفة مؤلفة إلى حد عظيم من أبناء وطنكم الذين ليس لهم حقوق سياسية لا تبدو أنوار الفجر حتى يشرعوا في الانكباب على أعمالهم لا يتحولون عنها حتى المساء. ليس لهم من الأسباب والوسائل ما يعينهم على تفهم هذه المسائل المهمة. أما الآن فقد وفقت إلى إسماع طائفة أخرى، فإنكم تمثلون تلك الطبقة التي امتازت بتربية أوفى وحصلت على قدر أكبر من الذكاء في فهم بعض المسائل وفي أيديهم النفوذ والسلطة ... إن في مقدوركم تكوين الآراء وإيجاد السلطة السياسية ولن يخطر ببالكم فكر حسن عن هذا الموضوع تفضون به إلى جيرانكم، ولن تحدث بينكم وبين من تجتمعون بهم مناقشة تدلون فيها برأيكم حتى تؤثروا على سير حكومتكم أثرا سريعا محسوسا.
وهل تسمحون لي بأن أطلب إليكم أن تعتقدوا كما أعتقد أنا اعتقادا راسخا أن القوانين الأدبية لم تسن للأفراد بل هي أيضا قد كتبت للأمم مهما كبر شأنها، مثل هذه الأمة التي نحن أفرادها! وإذا سخرت الأمم بهذه القوانين الأدبية ورفضت طاعتها فهناك العقاب الذي لا مفر منه، وقد لا يقع بها العقاب على الفور، بل قد لا يقع في حياتنا ولكن ثقوا بأن ذلك الشاعر الإيطالي قد قال حقا ونطق عن وحي نبوة عندما قال: «سيف الله لا يتعجل ولكنه لا يتأخر.» (25) خطبة لبوكر واشنطون
كان بوكر واشنطون (1858-1915) زنجيا ولد في حجر العبودية في الولايات المتحدة الأميركية، فلما ألغي الرق وجد نفسه صبيا معدما، فالتحق بإحدى الكليات يخدم فيها ويتعلم، ثم ترك الكلية مشيعا بصداقة جميع الذين عرفوه. وتعين ناظرا لإحدى مدارس الزنوج وكانت مكتبا صغيرا ليس به سوى ثلاثين تلميذا، فأخذ في إدارة المدرسة بهمة ومثابرة مدة عشرين عاما يعلم فيها شباب الزنوج ويمدنهم ويثقفهم حتى صار عدد تلاميذه 1100 تلميذ، وصارت قيمة مباني مدرسته وأموالها أكثر من ماية ألف جنيه. قال عنه أحد الأميريكيين البيض: «لقد عاش بيننا ردحا طويلا من الزمن نبيل أميركي ذو بشرة سوداء ولد عبدا وضيعا فرفع نفسه بقوة الخلق العظيم حتى صار وطنيا مكرما يعجب به كل رجل ذي أريحية في كل مكان.»
وكان واشنطون خطيبا مطبوعا يخطب كما يتكلم فلم يكن يزين ألفاظه بعبارات البديع أو يلجأ إلى الخلابة؛ لأن دعوته لم تكن ترمي إلى الإغراء أو الإغواء، فإن غايته كانت الحق وإقناع سامعيه به. وقد ألقى الخطبة التالية في أحد المعارض في سنة 1895، قال:
إن ثلث السكان في جنوب الولايات المتحدة من الزنوج، فليس ثم مشروع يقصد به إصلاح الأحوال المادية أو الأدبية أو المدنية لهؤلاء السكان يمكن واضعيه أن يهملوا فيه شأن شعبنا الذي ننتمي إليه. وإني أيها الرئيس والمديرون إنما أنقل إليكم عواطف سواد الشعب الزنجي عندما أقول إنكم عنيتم بتمثيل رجولة الزنوج تمثيلا سخيا في هذا المعرض الفخم في جميع أدوار تقدمه، وهذا العمل سيزيد الصداقة التي تربط شعبي الولايات المتحدة متانة أكثر من أي عمل آخر منذ تحريرنا.
अज्ञात पृष्ठ