عششت في جيوبها الببغاء، ورقص على سواعدها القرقذون، واسترحنا من الغربان.
زرعت فيها نباتات حولية، فنبت فريق ونما، وفريق نبت وذبل.
المناجذ، المناجذ، انتشرت في جنينتي انتشارا راعبا، المناجذ لا ترى ولا ترى، طاردتها في سبلها المعوجة الخفية فعجزت عن إدراكها ... المناجذ تقضم الجذور والبذور، فما الحيلة بهذا العدو السميع الأعمى؟
سألت شيوخنا كيف يبيدون الخلد؟ فهزوا رؤوسهم قائلين: عدو خفي.
واستشرت الخوري فأرشدني إلى قديس يطرد المناجذ والجرذان، وصلى على ماء ورش.
وبعد ثلاثة أيام «غير كاملة» انتصب كالناطور قبالة جنينتي، فرأى المناجذ تبني أهراما جديدة، فاكفهر وجهه وقعد يكش الذبان، وراح يتمتم: هكذا تعمل قلة الإيمان!
طاردت المناجذ في أنفاقها فأدركت واحدة، فما رأت النور حتى ارتعدت، فقلت لنفسي: أهذه الفأرة العمياء عدوك يا قليلة العقل!!
ليتها ظلت تقرض وتأكل، ليتني لم أرها على وجه الأرض، فقد كنت أحسب لها حسابا.
اللص لا يصلح خصما وإن بصيرا، فكيف به إذا كان أعمى؟
إن تقرض هذه اللصة العمياء نباتاتي الحولية فهي عاجزة عن الأشجار الدهرية.
अज्ञात पृष्ठ