دعينا إلى سهرة في بيت صديق. وجلسنا حوله في الحديقة الصغيرة يسكرنا شذا زهر البرتقال.
وحدثنا الصديق عن مشروع قيم لعلنا نسهم فيه. ولمحت على ضوء عود ثقاب زميلا غائبا عن وجودنا في دنيا أحلامه، فلمسته بكوعي، ولكنه لم يلتفت نحوي.
وفي طريق العودة قلت له: يقينا أنك لم تسمع كلمة مما قال صاحبنا.
فقال ببساطة مثيرة: قلبي حدثني بأنه سيرحل عن دنيانا قبل طلوع الشمس!
العجب أن صاحب المشروع رحل حقا قبل شروق الشمس.
أما الأعجب فهو أن الصديق الآخر الذي تنبأ رحل عند الفجر.
ومن يومها كلما جاد الزمان بساعة طيبة، أبيت أن أغيب عنها بشيء مضى أو بشيء آت.
شكوى القلب
ثقل قلبي بعد أن أعرض عني الزمن، وراح الطبيب يبحث عن سر علته في صورته التي طبعتها الأشعة. تأملته بفضول حتى خيل إلي أنه يراني كما أراه، وأنا نتبادل النظر. وجالت أيضا نظرة عتاب في عينيه، فقلت له كالمعتذر: طالما حملتك ما لا يطاق من تباريح الهوى.
فإذا به يقول: والله ما أسقمني إلا الشفاء.
अज्ञात पृष्ठ