Asbir wa Ihtasib
اصبر واحتسب
प्रकाशक
دار القاسم
शैलियों
فلا يرى إلا حسرة (١).
فإذا علم المصاب أنه لو فتش العالم لم ير فيهم إلا مبتلى، إما بفوات محبوب، أو حصول مكروه فسرور الدنيا أحلام نوم، أو كظل زائل، إن أضحكت قليلًا أبكت كثيرًا، وإن سرت يومًا ساءت دهرًا، وإن متعت قليلًا منعت طويلًا وما ملأت دارًا حبرة إلا ملأتها عبرة، وما حصلت للشخص في يوم سرورًا، إلا خبأت له في يوم شرورًا (٢).
عن الأحوص قال: دخلنا على ابن مسعود ﵁ وعنده بنون له ثلاثة غلمان كأنهم الدنانير فجعلنا نتعجب من حسنهم فقال: كأنهم يغبطونني؟ قلنا أي والله لبمثل هؤلاء يغبط المسلم فرفع رأسه إلى سقف البيت وقد عشعش فيه خطاف وباض فقال: والذي نفسي بيده لأن أكون قد نفضت يدي من تراب قبورهم أحب إليَّ من أن يسقط عش هذا الخطاف وينكسر بيضه، ثم قال: ما أصبحت على حال فتمنيت أني على سواها (٣).
وقال عمر بن ميمون بن مهران: كنت مع أبي ونحن نطوف بالكعبة، فلقى أبي شيخًا فعانقه أبي، ومع الشيخ فتى قريبًا مني، فقال له أبي: من هذا؟ قال: ابني، فقال: وكيف رضاك عنه؟ قال: ما
(١) تسلية أهل المصائب ٢٠. (٢) تسلية أهل المصائب ٢١. (٣) تسلية أهل المصائب ٤٥.
1 / 85