Articles of Sheikh Mahmoud Gharib (Part One)
مقالات الشيخ محمود غريب (الجزء الأول)
शैलियों
وممن اعتصم في عهد النبي ﷺ الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك
فلما وصل النبي ﷺ إلى المدينة صدقوا الله ورسوله، بينما كذب كثير من المخلفين.
والصادقون الثلاثة هم كعب بن مالك أكثرهم صدقًا، وأشدهم امتحانا. ومرارة بن الربيع العمري، وهلال بن أميَّة، وهما رجلان أسوة وشهدا بدرًا.
وقصة كعب بن مالك عم الحديث عنها في كتب السيرة والتفسير.
أذكر بعض أخبارها من باب التربية النبوية لأصحابه، فمعجزة النبي ﷺ الأولى هي القرآن الكريم ومعجزته الثانية هي منهجه في تربية
الرجال. والقصة يرويها كعب بن مالك نفسه.
أولا: عندما سمعه النبي ﷺ بعد عودته قال له صدقت فيما أخبرتني ووكل أمره للَّه.
ثانيا: كعب بن مالك شخصية عربية كبيرة فعندما أشيع خبر النبي ﷺ منه أرسل أحد ملوك العرب يعزمه على ترك المدينة والالتحاق بهذا الملك فاعتبرها مالك محنة جديدة أن يفتن في دينه وردّ دعوة الملك.
ثالثا:. من السهل أن، يدخل الإنسان لمثل هذا الأمر، ولكن العجب أن النبي ﷺ جعل المجتمع كله هو الذي في السجن فلا يكلمه أحد ولا يعامله وبعد أربعين يومًا منع النبي ﷺ زوجته غير محرّمة عليه، ولكن لا يقربها.
وإخوانه كذلك. ومعلوم أنة إذا اشتدَّ الكرب اقترب ميعاد الفرج.
نعم علمتنا الحياة إذا اشتدَّ الكرب اقترب ميعاد الفرج.
وبعد عشرة أيام من تحريم زوجته عليه وبعد تمام خمسين يومًا نزل القرآن يعلن مغفرته سبحانه للثلاثة الذين خلفوا
﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١١٧) وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١١٨)﴾.
ولما كان الثلاثة قد صدقوا رسول الله ﷺ جاء بعدها ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (١١٩)﴾.
1 / 9