Back to the Future » دار جزؤه الثاني في نفس العام.
وبعيدا عما قدمته سلسلة روايات الجيب المصرية التي صدرت تقريبا في نفس عام صدور الفيلم - منتصف الثمانينيات - فإن أطرف ما يتعلق بهذا الفيلم أنه قدم حذاء يربط نفسه حول قدم بطل الفيلم، وهو ما أعلنت شركة «نايكي» أنها ستطلقه قريبا - حسبما ذكر موقع صحيفة «دايلي ميل» البريطانية - معلنة أن الحذاء يحظى بأربطة تلقائية تقوم بربط نفسها بنفسها، وسيحظى بمصابيح مشابهة للتي تعرض في الجزء الثاني من الفيلم.
في الفيلم الذي أخرجه روبرت زيميكس، يمكن فتح الأبواب ببصمات الأصابع، وتظهر الإعلانات التليفزيونية على المباني، كما نراها الآن، ويتحول المقهى إلى آلي، وهو ما يذكرنا باستغلال بعض المحال الغربية - القليلة - للروبوتات والطائرات من دون طيار لتوصيل خدماتها.
ورغم كم الخيال الذي يقدمه الفيلم، فإن ما يلاحظه المشاهد هو أن شيئا واحدا غاب عنه فجعله ينقصه الكثير؛ ألا وهو تقنيات الاتصال الحديث؛ من كمبيوتر، وهواتف نقالة، وإنترنت، إلى الخدمات التي تقدمها أنظمة الأندرويد والآي أو إس، وهو ما يجعلنا نفكر في مدى تأثير هذه التقنيات في تغيير حياتنا بشكل شبه كامل، لكن في المقابل قدم الفيلم أفكارا تحققت بالفعل.
دروس كثيرة مستفادة من الحكايات المتشابكة الماضية، لعل أهمها أننا كنا ذات يوم نملك أحلاما، لم يتحقق منها شيء لأسباب كثيرة نحن في غنى عن ذكرها الآن. في المقابل قدم الفيلم الأمريكي «العودة إلى المستقبل» أحلاما أيضا، لكنهم نجحوا بالفعل في تحقيق أجزاء منها، وسبقهم الواقع في أجزاء أخرى. وربما بهذه المقارنة البسيطة يمكننا أن نفهم أشياء كثيرة.
في معنى الزمن الجميل
أكثر ما يمكن أن تطالعه الآن على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الكتب الصادرة حديثا، هو حكايات وقصص وصور وأغنيات ومقاطع فيديو تنتمي كلها إلى ما يطلق عليه «الزمن الجميل»، مصحوبة برثاء لتلك الأيام الراحلة، وصب اللعنات - بالتوازي - على الزمن الحالي.
يقول المولودون في تلك الفترة إن فترة الثمانينيات كانت هي الأجمل، ويشاركون نكاتا من مسرحيات «العيال كبرت»، و«المتزوجون»، و«شاهد ما شافش حاجة». يشاركون صور «عمو فؤاد»، و«شريهان»، و«بوجي وطمطم». يشاركون أغنيات ل «حسن الأسمر»، و«علاء عبد الخالق»، و«حسام حسني». يشاركون مقاطع فيديو من «فوازير نيللي»، و«تاكسي السهرة»، و«بقلظ وماما نجوى». كل شيء يصبح قابلا للمشاركة، حتى صور الألعاب التي انقرضت، وأغطية زجاجات الكولا، وأغلفة الحلويات، وشكل الملابس، والحنين؛ الحنين الذي لا ينفد إلى تلك الأيام.
لكن على الجانب الآخر، هناك من يتذكر شيئا آخر في الثمانينيات؛ يتذكرون الشباب الذين هاجروا بالآلاف ليصبحوا جزءا من «المجاهدين الأفغان»، يتذكرون الإرهاب الذي ضرب مصر بداية من اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات مرورا بسرقة متاجر ذهب الأقباط، وتكفير الدولة، وآلاف الاعتقالات للأبرياء، ولم تنته إلا مع مبادرة وقف العنف عام 1997، التي تلاها بعد فترة قصيرة حادث مجزرة الأقصر؛ هناك من يتذكرون التصحير الثقافي الذي حدث لمصر في تلك الفترة، مع زحف الوهابية والسلفية، كثمرة بارزة لسياسة الانفتاح الاقتصادي التي شهدتها مصر؛ هناك من يتحدثون عن بداية تراجع حضور مصر الثقافي، وبداية انغلاقها على ذاتها.
يقول البعض إن الزمن الجميل كان في الخمسينيات والستينيات، بعضهم ينتمي إليها وجدانيا وسياسيا، وبعضهم عاش فيها صباه؛ شاهدوا عبد الناصر وهو يخطب في ميدان المنشية، وشاهدوا الدور الأعظم لمصر في تلك الفترة وهو يمتد من المحيط إلى الخليج، ومصر وهي تساعد دول أفريقيا في التحرر من الاستعمار؛ شاهدوا صعود نجوم مصر الأبارز: نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وطه حسين، وصلاح عبد الصبور، وعبد الوهاب، وأم كلثوم، وعبد الحليم. شاهدوا قوة مصر الناعمة وهي تمتد وتؤثر، شاهدوا الحلم العربي والقومي وهو يتصاعد ويعلو، ومصر الحديثة وهي تبنى عبر مئات المشاريع والمصانع. كثيرون ما زالوا يحلمون بأن يعيشوا في تلك الفترة.
अज्ञात पृष्ठ