كان الشيطان ساعتها شاطرا، ولكن طنطاوي بدعوته أشطر، الله يخرب بيتك يا طنطاوي.
وماذا عليه لو سحب عصاته «المشمش» ذات الكعب الحديد، ومر على سمعان، وانطلقا إلى عزبة البلابسة، فهناك سامر، وليلة حنة، وغوازي، وشخلعة، وعود، وهات إيدك ...
وإنما من أين يا عبد الكريم «النقطة»؟ ثم المساء قد دخل، ويجوز أن سمعان ذهب يصالح امرأته من خالها والطريق خائنة، والدنيا كحل.
يا ناس، لماذا هو الخائب الساهر وحده؟ وطنطاوي لا شك قد استنظف مصطبة رقد عليها في «دركه»، وراح في النوم، نامت عليه البعيد أثقل حائط.
وماذا يحدث لو عاد إلى بيته هكذا كالناس الطيبين، ولكز امرأته فأيقظها، وجعلها تنير المصباح، وتمسح زجاجته، وتشعل الموقد، وتسخن له رغيفا، وتحضر الفلفل الباقي من الغداء، وحبذا لو كان قد بقي شيء من الفطيرة التي غمزتها بها أمها في الصباح، وآه لو صنعت له بعدها كوزا من الحلبة، وجلس كسلطان زمانه يرقع الثلاثة مقاطف التي بليت مقاعدها، ويصنع لها آذانا وقد تملصت آذانها.
ماذا يحدث بالله إذا كان هذا؟
هل تنتقل المحطة من مكانها؟
وهل يعمل العمدة ليلة لوجه الله؟
وهل تنطبق السماء على جرن القمح؟
أبدا، لن يحدث شيء من هذا.
अज्ञात पृष्ठ