فقد استبان أن هذه القوة التى تسمى شوقا هى المحركة للحيوان حركة الانتقال. وأما الذين جزأوا أقسام النفس فانهم إن جعلوا قسمتها بقدر القوى جعلوها كثيرة العدد: وهى: قوة غاذية، وقوة حاسية، وقوة إدراك بالفهم، وقوة مروية، وقوة مشتهية؛ وبين هذه القوى من الفصل أكثر مما بين الشهوة والغضب. فالشهوة قد يضاد بعضها بعضا. ويعرض ذلك إذا اختلف الفكر والشهوة (وإنما يكون هذا من الحيوان فى أخذ حس الزمان: والعقل، من أجل العافية، إما منع وإما أمر، فأما الشهوة فمن أجل اللذة إنما تحض عليها أبدا، والشىء اللذيذ إنما يظهر فى الجملة كالجيد، وإنما يكون هذا لترك النظر فى العاقبة) فيرى الشوق محركا بالصورة أولى هذه المحركات، وهو الشىء المشتهى المطلوب، فانه يحرك ولا يتحرك، من أجل أنه مفعول مصور بالوهم — إلا أن الأشياء المحركات كثيرة فى العدد.
पृष्ठ 83