وللسائل أن يسأل: هل يألم [الشىء] من الرائحة الذى لا يمكنه الاشتمام، أو يألم من اللون ما ليس فيه إمكان النظر من العين؟ وكذلك يجرى القول فى سائرها. وإن كان المشموم هو الرائحة، فالرائحة تفعل الاشتمام. وإذا ليس يمكن شيئا لا يمكنه الاشتمام أن يألم من الرائحة، (ومثل هذا يقال عن سائر الحواس)، فليس هذا بممكن 〈حتى بالنسبة إلى الأشياء القادرة على الحس〉 إلا أن يكون كل واحد منها حاسا. وهذا بين من جهة أخرى، لأن الضوء والظلمة والقرع والرئحة لا تفعل أجساما، وإنما تفعل ذلك بالذى هى فيه كالهواء مع الرعد فانه يشق الخشب. — والملموسة والكيموس تفعل ذلك، لأن التى لا أنفس لها إن كانت لا تألم من شىء ولا تستحيل، فلا محالة أنها ولا هى أيضا تفعل؛ ولا يكون كل جسم يألم من الرائحة والقرع. والذى يألم فيتغير غير محدود وغير ثابت على حاله كالجو، فانه إذا ألم وتغير فاحت رائحته. فما 〈ذا عسى أن يكون 〉 الاشمتام، إذا كان غير التألم؟ — إلا أن يكون الاشتمام الادراك بالحس مع تصيير الهواء محسوسا سريعا.
[تمت المقالة الثانية من كتاب «النفس» لأرسطو] PageV01P06 1
[book 3]
[chapter 18: III 1]
بسم الله الرحمن الرحيم 〈والصلاة على〉 محمد وآله أجمعين
المقالة الثالثة من كتاب أرسطاطاليس «فى النفس»
〈وجود حس سادس. — الحس المشترك ووظيفته الأولى〉
पृष्ठ 62