وأما الصدى فانما يكون من جو واحد من أجل الإناء الذى حجز ومنعه أن يتبدد، فيرجع مدفوعا بمنزلة الكرة. ويشبه أن الصدى أبدا كائن، إلا أنه لا يستبين، وذلك أنه يعرض فى القرع ما يعرض فى الضوء إذ شعاع الضوء أبدا ينثنى راجعا (ولولا ذلك لما كان ضوء ألبتة، ولكانت ظلمة فى كل ما كان خارجا عن حد انبساط ضوء الشمس)، إلا أن انثناء الصدى ليس هو بمثل ما يكون من صدى الماء والنحاس أو سائر ذوى الملوسة، إلا أن يفعل ظلا، فيحد الضوء بذلك الظل.
وأما الخلاء فنعم ما قيل إنه المستولى على السماع، فقد يظن بالهواء أنه خلاء وأنه هو الذى يفعل السماع إذا تحرك باتصال الكل. 〈و〉 لسخافته وتخلخله ما كان ليكون سماع، لو لا أن المضروب أملس: وإذا كان المضروب أملس كان الهواء واحدا متصلا — وكذلك حال السطح الأملس.
فما كان محركا هواء واحدا متصلا إلى أن ينتهى إلى السمع، فذاك فعال للقرع؛ والهواء مجانس للسمع، والقرع إنما يكون فى الهواء الخارج، فمتى ما تحرك الهواء الخارج فحرك الهواء الداخل فينا، كان سماع. لذاك لم يكن كل حيوان سميعا، وليس ينفذ الهواء الخارج إلى داخل. على كل حال هو لا لكل عضو محرك ذى نفس — هواء [كالرطوبة للحدقة]. والهواء لا يكون له خفق لأجل سخافته و〈لأنه〉 سريع التفرق والتشذب؛ فاذا عاجله الأمر قبل أن يتفرق كانت حركته قرعا. وإذا كبت الهواء فى السمع فلئلا يكون منتقلا ولكى يستقصى بحسب إدراكه جميع فصول الحركات. ولذلك لا نسمع فى الماء لأن الهواء لا يصل إلى الهواء المجانس له المركب فينا، ولا إلى السمع يصل من أجل السماخات. وإذا كان هذا، لم يسمع، ولا 〈أيضا إذا أ〉لم الشغاف، بمثل ما تألم جلدة الحدقة. والدوى الذى يكون أبدا فى الأذن هو القابل على السمع، ولا نسمع: وذاك أن الهواء أبدا محرك فى المسامع حركة خاصة 〈مثل القرن〉. أما القرع فانه 〈يظل〉 غريبا ليس بأهلى. وكذلك يزعمون أن السماع يكون فى الخلاء الذى يحدث عنه وجبة لأنا نسمع حيثما كان الهواء محدودا.
पृष्ठ 49