अरिस्टोक्रेसी: एक बहुत ही संक्षिप्त परिचय
الأرستقراطية: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
الفصل الثاني
أساطير ومعتقدات
إذا كان التعريف الموضوعي للطبقات الأرستقراطية هو أنها نخب ذات تسلسل هرمي تتمتع بموجب القانون بمكانة النبالة الوراثية ومجموعة متنوعة من الامتيازات والالتزامات العامة، فإنها قد سعت طوال الوقت إلى تعريف نفسها أيضا من حيث المعتقدات والسلوك. وقد كان الدخلاء، سواء من المعاصرين أو من المؤرخين، على استعداد لدرجة مذهلة لتقبل وتخليد تعريف النبلاء لأنفسهم ولمصدر نشأتهم وما يفعلونه وما يستحقونه. وحتى نقاد الأرستقراطية نزعوا إلى صياغة معارضتهم على أساس فشل هذه الطبقة في الرقي لمستوى هويتها المثالية. (1) الأصول
يعتقد الأرستقراطيون أنهم وجدوا منذ قديم الأزل؛ فهم يرون أنفسهم على أنهم أحد مظاهر الميل البشري الطبيعي لتقبل قيادة النخب التي ثبت تفوقها، وباعتبارهم المستفيدين منه. فعندما يصف الرجال النبلاء أنفسهم - كما يفعلون دوما - بأنهم أرستقراطيون أو أعضاء في مجلس شيوخ، فإنهم يشيرون إلى أنهم ينتمون إلى الطبقة نفسها من الناس التي ينتمي إليها حكام روما القديمة. بل إن القليلين منهم ادعوا أنهم ينحدرون مباشرة من طبقة أعضاء مجلس الشيوخ في أواخر العصور القديمة. مع هذا، فإن معظم الطبقات الأرستقراطية الحديثة تعقبت هويتها الجماعية إلى فترة لا تصل إلى أبعد من فترة اضطرابات الغزوات البربرية في أوائل العصور الوسطى. رأى البعض أنهم من سلالة الغزاة، وأن الغزو هو الدليل والمبرر الأساسي لتفوقهم. وقد احتكر نبلاء الكومنولث البولندي (قبل اختفائه عام 1795م) السلطة على نحو أكثر اكتمالا من أي من نظرائهم في جميع أنحاء أوروبا. لقد فعلوا هذا بوصفهم أحفاد «السرماتيون» - على حد زعمهم - الذين يزعم أنهم هزموا السكان السابقين واستعبدوهم قرب نهاية الألفية الأولى. أما النبلاء في المجر، جهة الجنوب، فيزعمون زعما أكثر منطقية بأنهم أحفاد المجريين الذين روعوا أوروبا الشرقية في نفس هذه الفترة تقريبا. في الجهة الأخرى من القارة الأوروبية، يمكن تعقب جميع أشكال السلطة الشرعية والممتلكات في إنجلترا إلى فترة الغزو النورماندي في عام 1066م، الذي تلته إعادة توزيع ويليام الأول أراضي النخب الإنجليزية السابقة على معاونيه الأساسيين. اعتقد بعض الكتاب الفرنسيين في أوائل العصر الحديث أن أصول طبقة النبلاء الخاصة بهم ترجع إلى قرون اضمحلال الإمبراطورية الرومانية السالفة الذكر، وصوروهم على أنهم أحفاد الفرنكيين، الذين حلوا محل الرومان - تحت حكم كلوفيس (466-511م تقريبا) - بصفتهم حكاما على سكان بلاد الغال المحليين.
لا تستطيع إلا قلة قليلة من هذه المزاعم أن تصمد أمام فحص الباحثين وتدقيقهم. كان بعض منها، مثل فكرة الغزو الفرنكي، مثيرا للجدل منذ لحظة طرحه تقريبا. ولا يزال هذا حال كثير من أصول النبلاء الأوروبيين في العصر الحديث. لكن حتى إن كانت فكرة الغزو القبلي بسيطة للغاية، فعلى الأقل يبدو واضحا أن النبالة قد انبثقت وتطورت من بوتقة حروب العصور الوسطى ومن الحاجة لتقديم دعم مادي للمحاربين الفرسان. وفي الغرب، اجتمعت العلامات الدالة على النظام الإقطاعي ومصطلحاته، التي تشير الآثار الباقية منه كثيرا إلى روح الطبقة الأرستقراطية، في الوقت نفسه تقريبا الذي يزعم أن السرماتيين والمجريين كانوا يستقرون فيه بعيدا جهة الشرق. لقد أدت قلة المعلومات التاريخية عن هذه الفترات وغموضها الدائم إلى فتح المجال أمام اختراع أو تجميل صورة الأسلاف الأبطال. وهذا ما حدث في الحملات الصليبية في القرنين الحادي عشر والثاني عشر؛ حيث تمكن الفرسان من نيل سمعة رائعة في أبرز الحملات المسيحية مكانة: الاستيلاء على الأرض المقدسة والدفاع عنها ثم محاولة إعادة الاستيلاء عليها. تعقبت واحدة من أكثر رتب الفرسان تفردا - فرسان القديس يوحنا في القدس، الذين احتفظوا بمقر مستقل لهم في جزيرة مالطا حتى عام 1798م - أصلها وصولا إلى هذا الوقت. يمكننا أيضا أن نجد أسلافا عظماء بين الفرسان التيوتون الذين سعوا لتنصير الساحل الشرقي لبحر البلطيق بالسيف في القرن الثالث عشر، أو بين أبطال حروب استعادة السيطرة على شبه جزيرة أيبيريا من المسلمين التي استمرت لعدة قرون. خلدت طبقات فرسان حصرية وذاتية التجنيد ذكرى هذه الحملات إلى وقت بعيد في القرون التي قل فيها الصراع الديني. لكن عندما أصبحت الأرستقراطية تتعرض لهجوم مفتوح، في نهاية القرن الثامن عشر، استحوذت على معارضيها فكرة أن النبالة مستمدة من الغزو، واستخدموها في قلب الأوضاع ضد النبلاء؛ وعليه، يمكن تصوير النصر المزعوم للفرنكيين، أو في إنجلترا «استعباد النورمانديين»، على أنه اعتداءات دخيلة على حريات محلية أقدم منها.
لا تستطيع كثير من العائلات النبيلة على نحو موثوق تعقب خط نسب غير منقطع وصولا إلى أزمان سحيقة، لكن الحلم بوجود أجيال طويلة من الأجداد العظام أو الأبطال كان واسع الانتشار. يعتز النبلاء بشجرة عائلتهم، وكان علماء الأنساب يحققون دوما مكاسب جيدة من إعداد أشجار العائلة بناء على الطلب. لم يكن من اختصاصهم دحض مزاعم مستخدميهم، وتزخر السجلات التاريخية التي يفخر بها الأرستقراطيون بكثير من السلالات الزائفة أو الملفقة. كذلك لم يكن الإشباع الشخصي هو النقطة الوحيدة؛ فقد كانت التحالفات لا تقل أهمية عن عمر شجرة العائلة، وتتمثل هذه التحالفات في الزواج البيني الذي يتم بين أسر على القدر نفسه من التميز أو تفوقها تميزا. تعتمد سوق الزواج الأرستقراطي على معرفة «أصل» الأزواج المحتملين، وكانت طبقات النبلاء الأكثر حصرية، مثل نبلاء ألمانيا، تركز على الأصل النبيل لطرفي الزواج كليهما أكثر من التركيز على الأصل النبيل للزوج وحده، ويظهر ذلك في تقسيمات فرعية على شعارات النبالة. كذلك جرى الاعتماد في التمتع بامتيازات معينة على النسب المقبول؛ ففي القرن السادس عشر زاد احتفاظ الحكام بسجلاتهم الخاصة باعتمادات النبلاء، وكان يسندون هذه المهمة إلى المسئولين عن ابتكار ومنح شعار النبالة، أو الحكام المختصين بمنح شعار النبالة، أو علماء الأنساب في البلاط. كانت وظيفة كل هؤلاء تقتضي منهم التشكيك في السلالات تماما مثلما تتطلب منهم تأكيدها؛ نظرا لأن الدول والمؤسسات التي تمنح صفة النبالة بشكل حصري لا ترغب في الانتشار الزائد للامتيازات. ومع تقلص الامتيازات الأرستقراطية على مدار القرن التاسع عشر، فقدت الدول اهتمامها بتعقب المستحقين لهذه الامتيازات، وعندها استحوذ على هذه المهمة ناشرو «ألقاب النبلاء» والتقاويم والمراجع العلمية، ولم يكن جميعهم على القدر نفسه من التدقيق في تسجيل مزاعم النسب أو الاعتراف بها. وحتى أكثرها صرامة، مثل «دليل جوته الاجتماعي» الألماني عن النبلاء الذي ظل يصدر سنويا في الفترة بين عامي 1763 و1944م، كان عرضة لشكاوى ونقد مستمرين بسبب الأشياء التي تحذف أو الإضافات المثيرة للجدل؛ فيشتهر النبلاء باهتمامهم الزائد بما يشبع غرورهم أكثر من الحقيقة الموثقة أو الدقيقة.
شكل 2-1: شعار نبالة يحتوي على 16 قسما: شعار للنسب، تريرس، مقاطعة كورنوال.
لا شيء يضاهي في أفكار النبالة التميز بخط نسب ذكوري غير منقطع، لكن هذا من أندر ما يمكن؛ فمن الناحية الديموغرافية، يكون احتمال أن تنجب أي عائلة ورثة من الذكور لأكثر من ثلاثة أجيال متعاقبة، ضئيل للغاية. وتميل الأولويات الأرستقراطية إلى تقليل هذا الاحتمال أكثر من هذا؛ فقد كانت العائلات دوما تحد من حجمها من أجل حماية الممتلكات من مطالبة العديد من الورثة، كما أن وظيفة المحارب التي يشتغل بها النبلاء تعرضهم لأخطار متزايدة. وعاجلا أم آجلا، ينتهي الحال حتى بأكثر الزيجات خصوبة بإنجاب البنات فقط، وبهذا يختفي خط النسب، إلا إذا تزوجت واحدة من هؤلاء الوريثات أحد أبناء عمومتها يحمل اللقب نفسه، أو إذا غير زوجها لقبه إلى لقبها. وتدين كثير من السلالات الأشد تفاخرا ببقائها لمثل هذه الاستراتيجيات، لكن مصير معظم عائلات النبلاء كان دوما ما ينتهي بانقراضها عقب بضعة أجيال فقط. بالطبع لم يؤد هذا إلا إلى تعزيز مكانة العدد القليل من العائلات الدائمة الانحسار التي تتميز سلالتها بالعراقة وعدم الانقطاع، لكن بالنسبة إلى غالبية العائلات، في أي وقت قد تصبح السلالة الطويلة ليست أكثر من مجرد أسطورة أو طموح؛ وعليه ، فإن من الأمور الأسطورية أيضا التفرد الاجتماعي للطبقات الأرستقراطية. فأي مجموعة هشة ديموغرافيا على هذا النحو لا يمكنها البقاء إلا عن طريق نقل دم جديد بالكامل وبانتظام. وحتى في الأماكن التي أصبحت فيها رتبهم مغلقة رسميا، مثل جمهورية البندقية المقدسة، فإن «الكتاب الذهبي»، الذي تسجل فيه جميع العائلات النبيلة رسميا، كان يفتح دوريا - وإن كان هذا لوقت قصيرا - من أجل السماح بسد النقص في رتب النخب المتقلصة. إن الطبقات الأرستقراطية التي لا تملك آلية لقبول شرعي لوافدين جدد لا يسعها إلا أن تندثر مع الوقت. وهذا ما يحدث في عصرنا الحالي؛ حيث لم يعد يتم منح مكانة النبالة الأصلية في أي مكان، ولا حتى في بريطانيا العظمى. وبالطبع كان تأثير هذا أن جعل رتب النبلاء المعترف بهم أكثر حصرية من أي وقت، ما دامت موجودة. (2) الانضمام للنبلاء
رغم أن الميلاد كاف لمنح مكانة النبالة، فإن الأرستقراطيين بطبيعتهم لا يميلون إلى الاعتراف بأن النبالة لا تشير إلى أي سمة أخرى؛ فهم يميلون إلى الاعتقاد بأن أسلافهم قد استحقوا هذا التميز بسبب ما أظهروه من بسالة وفضيلة، وما قدموه من خدمات متميزة للملك و/أو المجتمع. إنهم يحبون الاعتقاد بأن هذه النزعات الفطرية إلى حد ما وراثية، أو على الأقل تنعكس على نحو جيد على أحفادهم. وهم يعترفون بوجه عام بأنهم لا يحتكرون مثل هذه الصفات، رغم أنهم يميلون إلى الاعتقاد بأن الاحتمال الأكبر أن توجد هذه الصفات بين أناس ينتمون لفئتهم؛ بمعنى أن «المزايا الاجتماعية تمنح عن استحقاق بواسطة الوراثة وليس الأفعال.» لدرجة أن بعضا منهم كان مستعدا لتقبل فكرة أن الأفراد من عامة الشعب الذين يتضح تمتعهم بمثل هذه الصفات ربما يستحقون الحصول على لقب نبيل اعترافا بهذا. لكن لم يهتم سوى عدد قليل من الأرستقراطيين بالاعتراف بأن الثروة من أي نوع أحد مؤهلات الانضمام لرتبتهم.
عمليا، لم يكن هناك شيء أكثر أهمية من ذلك. فإن كانت أصول النبالة عسكرية بشكل أو بآخر، فإنها عكست التكلفة المتزايدة للاستعداد لخوض المعارك . وإذا كان - منذ العصور الوسطى - الجنود والبحارة الناجحون المنتمون لخلفيات اجتماعية متواضعة استطاعوا أحيانا الوصول بعد كفاح لمرتبة النبلاء، فإنهم نادرا ما كانوا يحققون هذا دون جمع ثروات هائلة من الغنائم أو الجوائز على طول الطريق. في معظم تاريخ طبقة النبلاء، كان الالتحاق بها يشترى - سواء أكان هذا على نحو مباشر أو غير مباشر - ومن الناحية الاجتماعية كانت إحدى الوظائف التاريخية الأساسية للطبقة الأرستقراطية إعطاء الأثرياء الجدد مكانة مرموقة. في الحقيقة كانت عمليات الشراء الواضحة والصريحة أمرا استثنائيا. فلم يكن هناك اعتقاد قط في شرعية مبدأ «المال في مقابل الشرف»، وانتشرت صدمة بين الناس عندما باع لويس الرابع عشر الألقاب وخطابات منح لقب النبلاء في تسعينيات القرن السابع عشر، أو عندما باع عدو مجلس اللوردات، ديفيد لويد جورج، ألقاب النبالة من أجل دعم تمويل حزبه في عشرينيات القرن العشرين. وقبيل اندلاع الثورة الفرنسية كان نحو ثلثي النبلاء الفرنسيين ينحدرون من سلالة موظفين حكوميين حصلوا على لقب النبالة عن طريق شرائه على مدار القرنين الماضيين. لكن ثمة المزيد من الطرق الأخرى لشراء مكانة النبلاء بخلاف الشراء المباشر. فنادرا ما كان يتردد النبلاء الراغبون في تحسين وضعهم المالي في السعي للزواج من فتيات ثريات من عامة الشعب يقدمن مهورا كبيرة. أطلق على هذا «إعادة تنميق شعار النبالة» أو «استعادة الأمجاد»، لكن هذا لم يحافظ فقط على تجدد ثروات النبلاء، بل أيضا على تجديد جينات الطبقة الأرستقراطية. على أي حال كان الحصول على مكانة النبالة أمرا مكلفا؛ فلم يكن باستطاعة أي شخص أن يأمل في الاحتفاظ بهذه المكانة دون تمتعه بثروة هائلة، وكان الحكام يحرصون عادة على عدم منح هذه المكانة لأي شخص يفتقر للقدرة المالية على الاحتفاظ بها؛ ففي عام 1808م عندما قرر نابليون استحداث طبقة أرستقراطية لها ألقاب من أجل تنميق مزاعمه الاستعمارية المتعجرفة، حدد مستوى أدنى من الثراء لكل درجة في مقياسه لمنح الرتب. وفي القرون السابقة، حاول عدد أكبر من الملوك الشرعيين في إنجلترا وفرنسا بانتظام إجبار الرعايا أصحاب الثروات الهائلة غير المنتمين لطبقة النبلاء بالارتقاء إلى درجة الفرسان أو النبلاء، رغم أن هذا كان أيضا أحد السبل لاستغلال ثروتهم عن طريق مطالبتهم بدفع ثمن هذا الترقي. مع هذا، لم تكن الغالبية العظمى من أصحاب المستوى المطلوب من الثروة بحاجة إلى مثل هذه الحوافز؛ فقد لفتوا الانتباه بالفعل لأنفسهم عن طريق استثمار ثرواتهم في الأراضي بدلا من تركها سائلة أو مخبأة، وهذا وحده أشار إلى أن لديهم طموحات اجتماعية.
अज्ञात पृष्ठ