अरिस्टोक्रेसी: एक बहुत ही संक्षिप्त परिचय
الأرستقراطية: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
نظرا لوجود كم كبير من الأراضي في أيدي الأرستقراطيين، كان من الصعب ألا تتأثر ممارسة الزراعة وتطويرها بتفضيلاتهم وأولوياتهم؛ فكان الهدف الثابت لمعظم ملاك الأراضي زيادة الإيجارات إلى أقصى حد في مقابل تقليل الإنفاق إلى أقل حد، ونادرا ما كانوا على استعداد للتخلي عن عائد قريب نظير إعادة الاستثمار من أجل الحصول على مكاسب طويلة المدى. وحتى عندما ارتكزت في إنجلترا في القرن الثامن عشر الزيادات المذهلة في الإنتاجية الزراعية على تسييج الأراضي العامة، وعقود الإيجار طويلة الأمد، وتأمين الحيازة، وارتفاع معدل إعادة الاستثمار؛ لم يحظ هذا النموذج بتقدير من معظم ملاك الأراضي في القارة الأوروبية، خاصة الأيرلنديين؛ فقد كانوا يفضلون منح عقود إيجار قصيرة المدى لأعلى مزايد، وكانوا لا يكترثون بنهب الوسطاء الاستغلاليين الذين كانوا يؤجرون الأرض من الباطن ويهلكون التربة ثم يتركون الأرض ويذهبون. وفي أوروبا الشرقية، كانت مزايا القوى العاملة من العبيد الأسرى الذين يعملون دون أجر أمرا مسلما به، رغم عدم كفاءتهم الواضحة التي ظهرت في كل من زراعتهم لحقول أسيادهم وإهمالهم النسبي لممتلكاتهم الشخصية. ولم تلق مواعظ الحكومات بشأن المزايا الاقتصادية لتحرير العبيد آذانا صاغية، وعندما بدأ الحكام في الحد من الطلبات التي يمكن أن يتقدم بها السادة، واجهوا مقاومة شديدة وتملصا. وفي المناطق الساحلية في أوروبا، واجهت هجمات المؤيدين للقضاء على العبودية الاستعمارية رد الفعل العنيف نفسه. استثمر النبلاء على نطاق واسع في العبودية البريطانية والفرنسية، في حين استخدم تجار الرقيق الأكثر ثراء والمزارعون الكاريبيون دوما أرباحهم في شراء أجزاء من الأراضي في الضيعات الأوروبية والانضمام لنمط الحياة الأرستقراطية في أوروبا.
لم تكن الكفاءة أحد اهتمامات الأرستقراطيين قط؛ فعندما حاول الثوار الفرنسيون إلغاء طبقة النبلاء في عام 1790م، فعلوا هذا باسم فتح المهن لأصحاب المواهب، أو ما أصبح يعرف بعد قرن ونصف باسم الحكم على أساس الجدارة والاستحقاق. كان الأرستقراطيون يسارعون دوما في ادعاء أن الجدارة متأصلة في طبيعتهم الفطرية. إلا أنهم لم يقصدوا بالجدارة نوعا من السمات الموضوعية، بل نجاحهم في التصرف على النحو المفترض من الأرستقراطيين. وكانت الجدارة بين العامة تعني الأمر نفسه. إلا أن الترقي تحت حكم الأرستقراطيين لم يعتمد على القدرة، بل على التأثير والمعارف والوصاية و«الحماية»، أو ما أطلق عليه في بريطانيا العظمى «المصالح»؛ فقد كان الأرستقراطيون يتبعون أسلوب المحاباة، وهو تفضيل دعم المنتمين لطبقتهم والتعامل معهم تجاريا، والوضع المثالي بالطبع أن يكونوا من بين أقاربهم. ورغم أن إعطاء الأولوية للحفاظ على وحدة إرث العائلة قد تسبب في إفلاس الأبناء الأصغر سنا، فإن الشعور بالتضامن الأسري عادة ما كان يدفع رؤساء العائلات إلى تدبير وظيفة للأعضاء الصغار في الأسرة. وكان التماس المحسوبية أحد الأنشطة الأرستقراطية المهمة على جميع المستويات، وكان أحد المعايير الدالة على مكانة النبيل قدرته على العثور على وظائف لأقاربه وتابعيه في الحكومة أو الكنيسة أو الجيش. قال المدافعون عن بيع المناصب إن الرشوة كانت وسيلة أكثر عدالة وفعالية لتوفير الموظفين الحكوميين من نظام الموالاة. لكن طوال فترة حكم الأرستقراطيين، لم يشعر القائمون على السلطة قط برغبة في العثور على أساليب موضوعية لتحديد القدرة والكفاءة؛ ففي النهاية دفعتهم جميع غرائزهم إلى الاعتقاد بأن هذه الصفات تكون على الأرجح وراثية. (3) الحرب
أدت أصول السلطة الأرستقراطية المستمدة من المحاربين، والأولوية التي تعطى دوما في العقيدة الأرستقراطية للشجاعة والإنجازات الحربية، إلى وجود اهتمام دائم لدى النبلاء بالحروب. وفي العصور الوسطى، كان أصحاب النفوذ دوما قادة عسكريين ويدعمون حقهم المزعوم في السلطة بجيوش خاصة مكونة من خدمهم. وكان الملوك يتحملون مخاطر التعرض لهؤلاء بالإهانة، وفي أثناء حكم القصر أو عندما افتقر الحكام أنفسهم للصفات العسكرية، كان يمكن للمنافسات البارونية أن تجر ممالك بأكملها إلى حرب أهلية. وفي أثناء الحروب الدينية التي اندلعت في فرنسا في القرن السادس عشر، علق مونتين - متخذا موقفا حياديا - على تعرض دوق جيز لمثل هذه المنافسة العنيفة ممن سيصبح في المستقبل هنري الرابع، الذي لم يكن في هذا الوقت أكثر من مجرد وريث مفترض للعرش، فقال:
لقد لجأ إلى الحرب، كملاذ أخير، بهدف الدفاع عن شرف عائلته ... لقد كانت مرارة هاتين الشخصيتين المبدأ الأساسي الذي قامت عليه الحرب التي اندلعت حينذاك ... ولا يمكن وضع حد لها إلا بموت أحدهما ... أما بالنسبة إلى الدين ... الذي يتظاهر به كلاهما، فإنه ذريعة جيدة لجعل حزبيهما يتبعانهما، لكن مصلحته لا تهم أيا منهما.
إن الجنود المرتزقة الذين انحدروا من أسر نبيلة أصابها الانهيار وتنقلوا بين الصراعات الكبرى التي نشبت على مدار القرن التالي، لم يكونوا يكترثون بالمثل بالأسباب التي كانوا يتقاتلون من أجلها ظاهريا؛ فالمهم بالنسبة إليهم أن تتاح لهم فرصة التصرف على النحو المفترض من النبلاء، ولم تكن تعنيهم على الإطلاق عمليات النهب التي تحدث في الحروب للرعايا. ونظرا للقدر الكبير من التعليم ووقت الفراغ المخصص لتعلم الفروسية والصيد والمبارزة، كان من الطبيعي أن يحلم النبلاء الشباب بأي فرصة تسمح لهم بتمييز أنفسهم في ساحات المعارك الحقيقية. وكان من بين الأهداف المتعارف عليها وراء ما يعرف باسم الجولة الملكية في ألمانيا - وهي تقليد يشبه الجولة الكبرى التي ذكرت آنفا - وكان يستكمل من خلالها كثير من النبلاء الشباب تعليمهم في القرن السابع عشر، مشاهدة عمل عسكري والمشاركة فيه، إن أمكن.
صحيح أن هذا هو القرن نفسه الذي حقق فيه الملوك أخيرا احتكارا للعنف المباح؛ فقد أصبحت في هذا الوقت الجيوش الخاصة أمرا من الماضي، إلا أن إنشاء الجيوش الملكية الدائمة التي تضم مجموعات كبيرة من الضباط قدم للنبلاء منفذا جديدا وآخذا في الاتساع لإظهار طاقاتهم العسكرية، وأصبحوا يتفهمون بسهولة رجوع كثير من النزاعات التي يخوضها الملوك إلى أسباب تتعلق بالسلالة الحاكمة. بالنسبة إلى الضباط، كانت حالة الحرب تعني العمل بدوام كامل بدلا من الحصول على نصف أجر؛ فقد كانت تعني النشاط والإثارة بدلا من ملل الحياة في الحاميات العسكرية. كذلك كانت تجلب معها الفرصة الوحيدة للترقي السريع، والفرصة لتجميع ثروات غير متوقعة. وبالنسبة إلى أصحاب النفوذ الذين عادة ما كانوا يحتكرون القيادة العليا، كانت الحرب فرصة لتخليد أنفسهم وإضافة مجد لسجلات عائلاتهم التاريخية.
هكذا شكلت طبقة النبلاء مصدر ضغط قاسيا ومستمرا يدفع الدول نحو حل خلافاتها على أرض المعركة. ودائما كان من النادر نسبيا وجود دعاة سلام من النبلاء، وأصبح الملوك أو الوزراء الذين يسعون إلى حل الخلافات سلميا موضع ازدراء. فعندما قاوم الثوار الفرنسيون أوروبا بأكملها، طالب النبلاء في جميع الأماكن الأخرى بتلقين محدثي النعمة هؤلاء درسا. ورغم أن سجل الجيوش التي قادها نبلاء ضد جنرالات فرنسيين اختيروا على أساس الجدارة كان مؤسفا على مدار الجيل التالي، فإن انتصاراتهم المتعاقبة على نابليون بين عامي 1812 و1815م بدت تبرئة متأخرة للقيادة الأرستقراطية. وعلى مدار القرن التالي، اخترق غير النبلاء فيلق الضباط في الدول الأوروبية الرئيسية بأعداد متزايدة، لكن القيادات العليا ظلت بحزم في أيدي الأرستقراطيين، تماما كما بقي وضع السياسة في معظم الحكومات. ثمة حجة مقنعة تفيد بأن أحد الحوافز الرئيسية التي دفعت بالسلطات إلى الحرب في عام 1914م هو الاعتقاد بأن هذه الحرب كانت أفضل طريقة للحفاظ على هيمنة هذه النخب المهددة في مواجهة زحف قوى الليبرالية والديمقراطية والحداثة بوجه عام. بالطبع من العبث أن نلوم الأرستقراطيين وحدهم على العدوانية المتأصلة في الدول والمجتمعات، لكن طوال معظم تاريخ الأرستقراطيين هيأتهم كل من مصالحهم وأيديولوجياتهم لاستخدام سلطتهم في دعم العنف المنظم. (4) الحرية
على الرغم من أن النبلاء كانوا دوما يتوقعون الحصول على الاحترام وتقبل التسلسل الهرمي الاجتماعي الذي كانوا على رأسه، فقد كانت لديهم دوما مشاعر متناقضة بشأن السلطة السياسية العليا. فلم تكن قواعد تشريفهم تعترف بأي قانون أعلى منهم، وفي العصور الوسطى لم يكن ينظر إلى الملوك باعتبارهم أعلى مكانة بكثير من نظرائهم، ونادرا ما كان ينظر إليهم باعتبارهم الأكثر نجاحا بين سادة الحرب المنافسين لهم؛ ومن ثم نادرا ما كان الأرستقراطيون يطيعونهم دون شروط. كانت ثورة البارونات تتحدى الملوك الذين طالبوا بقدر أكبر مما ينبغي من السلطة، وكانت هذه الثورة تنتهي أحيانا بالإطاحة بالملوك والاستعاضة عنهم بأبناء من العائلة الملكية أقل حزما في المطالبة بحقوقهم. وكثيرا ما كان يستسلم ملك منهزم بقبول فرض قيود رسمية على سلطته. وبلا شك كانت أشهر هذه الحالات الميثاق العظيم للحريات الذي انتزعه البارونات الإنجليز من الملك جون في عام 1215م، والذي اعتبرته فيما بعد جميع الدول الناطقة باللغة الإنجليزية - وإن كان هذا غير واقعي - الوثيقة المؤسسة لحرياتها. وبعد سبع سنوات، في الجهة الأخرى من أوروبا، منح ملك المجر حقا رسميا للتظاهر في مرسوم «الثور الذهبي» في عام 1222م. وحتى عام 1791م اعتبر الشلاختا البولنديون أن جزءا من «حريتهم الذهبية » يتمثل في حقهم في مقاومة أي قانون جديد عن طريق تكوين «تحالفات» مسلحة. وكانت حقوق المقاومة هذه نتيجة طبيعية لمزيد من الحرية تمثل في الحق في انتخاب الملك نفسه؛ فقد كان الإمبراطور الروماني المقدس ينتخبه دوما مجموعة صغيرة من الأمراء ورؤساء الأساقفة الألمان المحليين الذين كان لديهم الحق في الانتخاب. وفي المجر، اختفت الانتخابات الملكية فعليا في القرن السادس عشر، وقانونيا في القرن السابع عشر، لكن في بولندا في هذا الوقت ترسخت هذه الانتخابات باستخدام «باكتا كونفينتا»؛ وهو عقد رسمي يوافق عليه كل ملك قبل انتخابه، ويعد فيه رسميا بعدم تنفيذ أي تعديلات. لكن في جميع الأماكن الأخرى اعتاد الملوك عند تتويجهم أن يقسموا على الالتزام بقوانين أساسية معينة، وكان النبلاء هم الذين يملكون دون غيرهم القوة الكافية لضمان التزام الملوك بكلمتهم. كذلك لم يتوقف خلعهم للملوك، الذين يرون أنهم قد حنثوا بقسمهم، أو اغتيالهم مع نهاية العصور الوسطى؛ فقد قتل متآمرون من النبلاء يشتكون من الحكم المستبد، ملك السويد في عام 1792م، وقيصرين روسيين (1762-1801م)، ودبروا مؤامرة غير ناجحة لخلع قيصر ثالث في عام 1825م. وفي الوقت نفسه رأت دول أخرى لا يحكمها ملوك، مثل جمهورية هولندا أو المدن الجمهورية في شمال إيطاليا، أنها التجسيد الأمثل للحرية. إلا أن أحد الزوار النبلاء لمدينة لوكا في إيطاليا علق على هذا في عام 1786م قائلا:
من ناحية نجد ميزة الاضطهاد، ومن ناحية أخرى ضرورة المعاناة من الاضطهاد، وهذا ما يطلقون عليه هنا الحرية، كما هو الحال في جميع النظم الأرستقراطية أو النظم الاستبدادية التي يحكمها مائة شخص. إن كلمة
libertas - بمعنى الحرية - مكتوبة بحروف من ذهب على بوابات المدينة وعلى كل ناصية في الشوارع، ومن قراءة الكلمة طوال الوقت أصبح الناس يؤمنون بأنهم يتمتعون بها.
अज्ञात पृष्ठ