الكتاب: الأربعين من الأحاديث النبوية عن أربعين من مشائخ الإسلام مروية - مخطوط
المؤلف: أحمد بن أبي بكر بن أحمد الحنبلي القادري المعروف بابن الرسام
المتوفى: ٨٤٤ هـ
//٢أ// بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله الذي من علينا باتباع نبينا محمد سيد المرسلين، وجعلنا ممن نظم في سلك طلب الحديث من السلف الصالحين، وحرك..بالرحلة إليهم والمثول لديهم لنكون على أثارهم سالكين، ونقتدي بهديهم وتحل علينا بركاتهم فننجوا من اتباع الهوى فنكون سالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في العالمين، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله أكمل العابدين، صلى الله عليه وعلى أله وأصحابه وذريته السادة العاملين، وسلم تسليما كثرا إلى يوم الدين. أما بعد بعد فإن لله تعالى من فعل العبد المسكين الضعيف بالرحلة في عنفوان شبابه، وعطف //٢ب// عليه الوالدين لذلك فاعتنينا به، فرحل إلى علماء الإسلام وأخذ عنهم الحديث بمصر والشام، وعين من أعيانهم أربعين من أهل الدراية والرواية، وروى عنهم أربعين حديثا لتحصل بها الهداية، وتكون عمدة لطالب علم الحديث الشريف، ومقنعا يغني فيكفي في التطريف ويرشد اللبيب العارف التحرير، إلى الرواية عن هؤلاء السادة ذي العلم العزيز، فإن رواياتهم تعم جميع كتب الإسلام، الرواية عن سيدنا محمد سيد الأنام، إلا ما ندر عن بعض ذوي الأفهام، وحصل إدراكه من غير كلام، والله تعالى المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
//٢أ// بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله الذي من علينا باتباع نبينا محمد سيد المرسلين، وجعلنا ممن نظم في سلك طلب الحديث من السلف الصالحين، وحرك..بالرحلة إليهم والمثول لديهم لنكون على أثارهم سالكين، ونقتدي بهديهم وتحل علينا بركاتهم فننجوا من اتباع الهوى فنكون سالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في العالمين، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله أكمل العابدين، صلى الله عليه وعلى أله وأصحابه وذريته السادة العاملين، وسلم تسليما كثرا إلى يوم الدين. أما بعد بعد فإن لله تعالى من فعل العبد المسكين الضعيف بالرحلة في عنفوان شبابه، وعطف //٢ب// عليه الوالدين لذلك فاعتنينا به، فرحل إلى علماء الإسلام وأخذ عنهم الحديث بمصر والشام، وعين من أعيانهم أربعين من أهل الدراية والرواية، وروى عنهم أربعين حديثا لتحصل بها الهداية، وتكون عمدة لطالب علم الحديث الشريف، ومقنعا يغني فيكفي في التطريف ويرشد اللبيب العارف التحرير، إلى الرواية عن هؤلاء السادة ذي العلم العزيز، فإن رواياتهم تعم جميع كتب الإسلام، الرواية عن سيدنا محمد سيد الأنام، إلا ما ندر عن بعض ذوي الأفهام، وحصل إدراكه من غير كلام، والله تعالى المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
1 / 1
الحديث الأول
عن مشايخ حماة المرج منهم سيدنا وشيخنا الإمام العلامة قاضي القضاة بهاء الدين أبو العباس أحمد المردادي //٣أ// الحنبلي بحماة المحروسة كان تغمده الله تعالى مرضيا، أخبرنا سيدنا وشيخنا العلامة قاضي القضاة بهاء الدين أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن محمد المقدسي المردادي الحنبلي بحماة المحروسة، كان رحمه الله تعالى قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي النعم ابن الشيخة الحجار سماعا من أول صحيح البخاري وإلى باب ما جاء في الوتر والباقي إجازة قال: أخبرنا الحسين بن المبارك قال: أخبرنا عبد الأول بن عيسى قال: أخبرنا عبد الرحمان بن محمد بن المظفر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حمويه قال: أخبرنا محمد بن يوسف الفربري قال: أخبرنا الإمام أبو عبد الله بن محمد بن إسماعيل ﵀ قال: حَدَّثَنَا الحميدي عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، ﵁ عَلَى المِنْبَرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا //٣ب//، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ.
1 / 2
الحديث الثاني
أخبرنا الشيخ الإمام الخطيب.. بن أبي عبد الله محمد بن سيدنا ومولانا قاضي القضاه نجم الدين أبي محمد عبد الرحيم بن البارزي الجهني الشافعي خطيب الجامع النوري بحماة المرج بقراءتي على حماة المرج تاريخ خامس عشر صفر سنة سبع وثمانين وسبع مئة، قال: أخبرنا الشيخ الإمام العالم علم الدين أبو سعيد سنجر بن عبد الله الجارلي نائب السلطنة الفطمية بحماة المحروسة بقراءة أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن صاردا البعلبكي سنة ثلاث وأربعين وسبع بدار هاجر حماة السلطنة قال: أخبرنا الشيخ الإمام القاضي أبو الفضائل دانيال بن بنكلي بن صرفا التركماني الكركي قراءة عليه وأنا أسمع في شوال سنة وثمانين وست مئة بالشوبك قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن معين بن الموفق بن علي بن الخازن ببغداد سنة اثنتين وأربعين وست مئة قال: أخبرنا أبو زرعة طاهر بن الإمام أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي ببغداد في سنة إحدى وستين //٤أ// وخمس أخبرنا قال: أخبرنا أبو الحسن مكي بن منصور الكرجي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم الأموي قال: أخبرنا الربيع بن سليمان قال: أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي قال: أخبرنا مالك، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، ﵁، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ: نَهَى عَنِ الشِّغَارِ، وَالشِّغَارُ أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ عَلَى أَنْ يُزَوِّجَهُ الآخَرُ ابْنَتَهُ، لَيْسَ بَيْنَهُمَا صَدَاقٌ.
هذا التفسير قيل هو من نافع وقيل من مالك، وهذا الحديث في الأربعين من رواية الإمام الشافعي انتقاء الحافظ علم الدين أبي محمد القاسم بن محمد البرزالي ﵀.
1 / 3
الحديث الثالث
أخبرنا الشيخ الإمام العالم القاضي سماعا قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن الشيخ ... بن إسماعيل الشافعي الشهير بابن الشراتي بحماة المرج بتاريخ ثالث عشر ذي القعدة سنة خمس وثمانين وسبع مئة بقراءتي عليه وهو يستمع قال: أخبرنا الشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة أبو الوليد بن المرحوم أبي عبد الله محمد بن //٤ب// هاني المالكي الشهير بسري الدين في السادس والعشرين من صفر سنة إحدى وستين وسبع مئة، قال: أخبرنا الفقيه الأستاذ العربي العلامة الخطيب أبو القاسم محمد بن أحمد بن جزي ﵀ وذلك في أواخر شعبان عام تسعة وعشر وسبع مئة في كتابه الأنوار الشفية في الألفاظ السنية، قال: باب كلمات رواها النبي ﷺ عن ربه ﷾ يقول الله تعالى قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي، وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قَالَ: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي أَوْ أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي. قَالَ سُفْيَانُ: أَنَا أَشُكُّ، وَإِذَا قَالَ ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ قَالَ: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي وَإِذَا قَالَ ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قَالَ: فَهَذِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ قَالَ: هَذِهِ لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ.
1 / 4
الحديث الرابع //٥أ//
أخبرنا والدي الشيخ تقي الدين أبو بكر بن بهاء الدين بن أحمد بن علي بن إسماعيل المقرىء المجود، ﵀، بقرائتي عليه وهو يسمع، في أواخر شعبان سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة في تفسير للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، ﵀، في كتابه (الجامع الصحيح) بحق إجازته العامة من الشيخ بهاء الدين بن أبي العباس أحمد بن الشحنة الحجار، ﵀، قال: أخبرنا الشيخ سراج الدين الزبيدي قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن البوشنجي قال: أخبرنا أبو الحمد عبد الله بن حمويه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ﵁؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: الخَيْلُ لِثَلاَثَةٍ: لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ: فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَأَطَالَ لَهَا فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ، فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا ذَلِكَ فِي المَرْجِ وَالرَّوْضَةِ، كَانَ لَهُ حَسَنَاتٍ، وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا //٥ب// فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كَانَتْ آثَارُهَا وَأَرْوَاثُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَ بِهِ كَانَ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ، فَهِيَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ أَجْرٌ، وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغَنِّيًا وَتَعَفُّفًا، وَلَمْ يَنْسَ حَقَّ اللهِ فِي رِقَابِهَا، وَلاَ ظُهُورِهَا، فَهِيَ لَهُ سِتْرٌ، وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِئَاءً وَنِوَاءً، فَهِيَ عَلَى ذَلِكَ وِزْرٌ فَسُئِلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنِ الحُمُرِ، قَالَ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ فِيهَا إِلاَّ هَذِهِ الآيَةَ الفَاذَّةَ الجَامِعَةَ ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ .
1 / 5
الحديث الخامس
أخبرناالشيخ الصالح الحاج أحمد بن علي بن عبدان القداس، بحماة المحروسة بتاريخ يوم الثلاثاء حادي عشر من رجب الفرد سنة أربع وثمانين وسبع مئة، بحماة المحروسة، بالمنصورية، بقراءة شيخنا العلامة برهان الدين المحدث الحلبي، وأنا أسمع، قال:أخبرنا المسند الشيخ تاج الدين أحمد بن الإمام //٦أ// المحدث الحافظ تقي الدين إدريس بن يزيد الحموي، قال: أخبرتنا بنت العشير صفية بنت عبد الوهاب بن علي الزبيرية القرشية، قالت: أخبرنا أبو الفرج مسعود بن الحسن بن القاسم بن الفضل، إجازة، قال: أخبرنا أبو الفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن الربيع البزاني، قراءة عليه، وأنا أسمع، قال: أخبرنا الإمام أبو عمر عبد الله بن محمد السليمي، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمر الدقيقي، حدثنا الفضل بن حماد الخبري، حدثنا مسدد، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد، عن شعبة، وهِشَامٌ، عن قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، ﵁، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، أنه قال: لاَ عَدْوَى، وَلاَ طِيَرَةَ، وَأحب الْفَأْلُ، قال: الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ.
1 / 6
الحديث السادس
أخبرنا الشيخ علي بن علي بن عمر بن علي العطار المعروف بابن فحيل بحاة المحروسة، يوم الخميس ثاني عشر ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وسبع مئة بالمنصورية بقراءة سمعها الشيخ للإمام العالم أقضى القضاة سماعا لأبي العباس أحمد بن الشيخ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن زين الدين الشهير بابن الحسباني خليفة الحكم العزيز بدمشق المحروسة قال: أخبرنا المسند تاج الدين أحمد بن زين الدين //٦ب// بسنده عن يحيى، عن حميد، عن ثابت، عن أنس، ﵁، أن النبي ﷺ رأى رجلًا يهادى بين ابنيه، فسأل عنه؟ فقالوا: نذر أن يمشي، فقال: إن الله - تعالى - لغني عن تعذيب هذا نفسه فأمره أن يركب.
1 / 7
الحديث السابع
أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي المجد بن علي بن أبي المجد الآدمي بحماة المحروسة، بقراءة الشيخ العلامة برهان الدين إبراهيم المحدث سبط ابن العجمى، وأنا أسمع، بتاريخ حادي عشر من رجب سنة أربع وثمانين وسبع مئة، قال أخبرنا المسند تاج الدين أحمد بن يزيد ... بسنده، من حديث عمر بن عبيد الله بن محمد السلمي، حدثنا محمد بن عمر بن حفص بن شاذان، حدثنا سعد بن الفضل، عن سفيان الثوري، عن أبي موسى الصنعاني، عن وهب بن منبه، عن ابن عباس، ﵄، قال: قال رسول الله ﷺ: من سكن البادية جفا، ومن أتى السلطان افتتن، ومن اتبع الصيد غفل.
1 / 8
الحديث الثامن
أخبرنا الشيخ أبو حفص عمر بن محمود بن علي بن النقيب، [أخو الشيخ موسى بن النقيب] (١)، بحماة المحروسة //٧أ//، بتاريخ حادي عشر رجب سنة أربع وثمانين وسبع مئة بقراءة ابن أخي المسمع بالمنصورية قال: أخبرنا المسند تاج الدين أحمد بن يزيد الحموي، بسنده حَدَّثَنَا محمد بن شاذان، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ، ﵁، قَالَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ نهي أَنْ يَبُول مُسْتَقْبِل الْقِبْلَةِ، فَخَرَجْتُ إِلَى النَّاسِ، فَأَخْبَرْتُهُمْ.
وهو من أحاديث أبي عمر عبد الله بن محمد السلمي.
_حاشية
_________
(١) ما بين حاصرتين إلحاق في هامش النسخة.
1 / 9
الحديث التاسع
أخبرتنا الشيخة المسندة الحاجة شرف بنت محمد بن حسن بن مسعود خطيب المنصورية بحماة المحروسة بتاريخ تاسع جمادى الأول سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة بقراءة شيخنا برهان الدين المحدث وأنا أسمع قالت: أخبرنا المسند تاج الدين أحمد بن يزيد الحموي بسنده من أحاديث أبي عمر عبد الله بن محمد السلمي بسنده قال: حدثنا أحمد بن عثمان الأبهري الصوفي، حدثنا محمد بن بهي، حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو معاوية الضرير عن محمد بن //٧ب// واسع عن أبي صالح الحنفي عن أبي هريرة، ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: إن الله يحب السهل القريب.
1 / 10
الحديث العاشر
أخبرنا شيخنا العلامة برهان الدين إبراهيم بن محمد بن خليل بن العجمي الحلبي المحدث وهو إذ ذاك في العودة من رحلته بحماة المحروسة بقراءتي عليه بحماة المحروسة بجميع شمائل النبي ﷺ للحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي، ﵀، قال: أخبرني مسند الآفاق صلاح الدين محمد بن التقي أحمد بن العز إبراهيم بن الشرف عبد الله بن الشيخ الإمام الزاهد أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي وبإجازتي له من الشيخين المسندين أبي حفص عمر بن أميلة المراغي الحلبي ثم المزي وأبي الحسن علي بن القبل الدقاق قالوا أخبرنا به مسند الأعلام فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن البخاري المقدسي، قال الأول سماعا، وقالا إجازة إن لم يكن سماعا قال: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، أخبرنا أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي، أخبرنا الدهقان، أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد البلخي، أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أخبرنا الأديب أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح بن معقل //٨أ// الشاشي قال: أخبرنا أبو عيسى الحافظ الترمذي في باب صفة النبي ﷺ أخبرنا أَبُو رَجَاءٍ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، ﵁، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ، وَلاَ بِالْقَصِيرِ، وَلاَ بِالأَبْيَضِ الأَمْهَقِ، وَلاَ بِالآدَمِ، وَلاَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ، وَلاَ بِالسَّبْطِ، بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ. (١)
_________
(١) جاءت بعد الحديث جملة بعض كلماتها غير مفهومة، بدأت بقوله: وصح ذلك وثبت.......
1 / 11
الحديث الحادي عشر
ومن مشايخ حمص المحروسة
الأول: الشيخ الإمام العلامة بهاء الدين بن تقي الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ حسين أحمد الشافعي إمام جامع حمص المحروسة بقراءتي على جميع الأبيات البخاري ﵀ بحق سماعه للبخاري المحدث سماعا من..... بسنده المشهور إلى البخاري، رحمه الله تعالى، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، ﵁؛ أَنَّ النَّبِيَّ //٨ب// ﷺ بَعَثَ رَجُلًا يُنَادِي فِي النَّاسِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ إِنَّ مَنْ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ أَوْ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ لَمْ يَأْكُلْ فَلاَ يَأْكُلْ.
وذلك بقراءتي عليه بحمص المحروسة بتاريخ عشر من رجب الفرد، سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة، وكتب به بخطه، ﵀.
1 / 12
الحديث الثاني عشر
ومن مشايخ حمص المحروسة
الثاني: أخبرنا الشيخ علي بن علي بن حسن بن علي الحنبلي أحد السادة العدول بحمص المحروسة، بقراءتي عليه بحمص المحروسة من أول كتاب عمدة الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي إلى كتاب الصلاة، وباب صفة النبي ﷺ، ومواضع عرضا.
قال أخبرنا الشيخ أبو البركات محمد بن أقضى القضاة خالد بن مالك بن الإمام العالم القدوة شرف الدين بن أنس السبكي الشافعي المدرس في المدرسة النورية بحمص المحروسة كان، والشيخ الإمام تقي الدين بن أبي بكر بن الحمصية، والشيخ العالم أبو حفص عمر بن أبي الحسن الأنصاري الشافعي الشهير بابن الملقن، والشيخ شرف الدين بن معالي بن عمر بن معالي البدور، أما ابن الملقن فأخبرني بها عن المسند بدر الدين حسن الأربلي عن عبد الدايم عن المصنف، وعن غير //٩أ// واحد فمنهم الشيخ فتح الدين النعمان بن عمر الفخري البخاري عن المصنف وأخبرنا الشيخ شرف الدين معالي الزين، أنه قرأه من حفظه على الشيخ العالم برهان الدين إبراهيم بن عمر الشهير بالمقبري وأخبره به عن المصنف، ﵀ قال: عَنْ أَنَس بن مالك، ﵁،: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، ﵄ كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلاَةَ بِ ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ﴾ .
وفي رواية (غندر عن شعبة): صليت مع أبي بكر وعمر وعثمان، فلم أسمع أحدًا منهم يقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) .
وذلك في تاريخ تاسع عشر رجب الفرد سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة.
1 / 13
الحديث الثالث عشر
ومن مشايخي في الحديث ببعلبك المحروسة:
أخبرنا شيخنا الإمام العلامة شمس الدين، ومفتي المسلمين أبوعبد الله محمد بن علي بن اليونانية البعلي الحنبلي، ببعلبك المحروسة.
وعلىّ قرأت جميع (صحيح البخاري)، من أوله إلى آخره، بحق سماعه لجميع (صحيح البخاري)، إلى الشيخ الصالح المسند أبي العباس أحمد بن الشحنة، الشهير بالحجار، بسنده إلى //٩ب// البخاري حسبما كتب ذلك، في إجازة لي بخطه إلى البخاري، ونقل البخاري، ﵀، في (باب فضل القرآن على سائر الكلام):
حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ أبو خَالد، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قال: حَدَّثَنَا أَنَسٌ، عَنْ أَبِي مُوسَى، ﵁، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَالأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ كَالتَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَلاَ رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الفَاجِرِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ، طَعْمُهَا مُرٌّ، وَلاَ رِيحَ لَهَا.
وكان ختم جميع البخاري، بقراءتي علي ببعلبك المحروسة بتاريخ رابع عشر جمادى الأولى، سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة، بعضه بالجامع الكبير، وبعضه بمسجد الحنابلة بها.
1 / 14
الحديث الرابع عشر
أخبرنا شيخنا الإمام العلامة الحافظ عماد الدين إسماعيل بن محمد بن بردس بن نصر بن بردس بن نصر سلان الحنبلي البعلي //١٠أ// بقراءتي عليه، وسماعي، بقراءة الشيخ الإمام العالي شمس الدين أبي عبد الله محمد بن الشيخ الإمام العلامة شهاب الدين أبي العباس أحمد بن الشيخ حسين، إمام جامع حمص المحروسة بجميع (صحيح مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري - ﵀ _)، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الشيخ نجم الدين إسماعيل بسماعه من المشايخ الثلاثة أمين الدين ابن غنيمة الأربلي، وأبي بكر المزني، وأبي عبد الله العامري بسماع الأربلي، وأبي الحسن المؤيد الطوسي، بسماعه من أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وبسماع الثاني، والثالث من أبي الفضل ابن الحرستاني الأنصاري، بإجازته من الفراوي، وهو أبو عبد الله محمد بن الفضل الصلعدي، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه الزاهد، قال:
1 / 15
أخبرنا الإمام الحافظ مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، ﵀، قال، في باب صفة //١٠ب// حج رسول الله ﷺ:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، جَمِيعًا عَنْ حَاتِمٍ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، فَسَأَلَ عَنِ الْقَوْمِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ، فَقُلْتُ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى رَأْسِي فَنَزَعَ زِرِّي الأَعْلَى، ثُمَّ نَزَعَ زِرِّي الأَسْفَلَ، ثُمَّ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلاَمٌ شَابٌّ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ، يَا ابْنَ أَخِي، سَلْ عَمَّا شِئْتَ، فَسَأَلْتُهُ، وَهُوَ أَعْمَى، وَحَضَرَ وَقْتُ الصَّلاَةِ، فَقَامَ فِي نِسَاجَةٍ مُلْتَحِفًا بِهَا، كُلَّمَا وَضَعَهَا عَلَى مَنْكِبِهِ رَجَعَ طَرَفَاهَا إِلَيْهِ مِنْ صِغَرِهَا، وَرِدَاؤُهُ إِلَى جَنْبِهِ، عَلَى الْمِشْجَبِ، فَصَلَّى بِنَا، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ حَجَّةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ: بِيَدِهِ فَعَقَدَ تِسْعًا، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، ثُمَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ فِي الْعَاشِرَةِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ حَاجٌّ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ، كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ، وَيَعْمَلَ مِثْلَ عَمَلِهِ، فَخَرَجْنَا مَعَهُ، حَتَّى أَتَيْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَوَلَدَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى //١١أ// رَسُولِ اللهِ ﷺ: كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: اغْتَسِلِي، وَاسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ وَأَحْرِمِي. فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ، حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَاءِ، نَظَرْتُ إِلَى مَدِّ بَصَرِي بَيْنَ يَدَيْهِ، مِنْ رَاكِبٍ وَمَاشٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَعَنْ يَسَارِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَمِنْ خَلْفِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَرَسُولُ اللهِ ﷺ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، وَعَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآنُ، وَهُوَ يَعْرِفُ تَأْوِيلَهُ، وَمَا عَمِلَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ عَمِلْنَا بِهِ.
1 / 16
فَأَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ، لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ وَأَهَلَّ النَّاسُ بِهَذَا الَّذِي يُهِلُّونَ بِهِ، فَلَمْ يَرُدَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْهُ، وَلَزِمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ تَلْبِيَتَهُ.
قَالَ جَابِرٌ ﵁: لَسْنَا نَنْوِي إِلاَّ الْحَجَّ، لَسْنَا نَعْرِفُ الْعُمْرَةَ، حَتَّى إِذَا أَتَيْنَا الْبَيْتَ مَعَهُ، اسْتَلَمَ الرُّكْنَ فَرَمَلَ ثَلاَثًا وَمَشَى أَرْبَعًا، ثُمَّ نَفَذَ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَم، فَقَرَأَ: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ فَجَعَلَ الْمَقَامَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ. فَكَانَ أَبِي يَقُولُ، وَلاَ أَعْلَمُهُ ذَكَرَهُ إِلاَّ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ،: كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ //١١ب// ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ وَ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ . ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الرُّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْبَابِ إِلَى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: ﴿إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾ أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ فَبَدَأَ بِالصَّفَا، فَرَقِيَ عَلَيْهِ، حَتَّى رَأَى الْبَيْتَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ، وَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ، قَالَ: مِثْلَ هَذَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةِ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْوَادِي سَعَى، حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا مَشَى، حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ، فَفَعَلَ عَلَى الْمَرْوَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا.
1 / 17
حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ طَوَافِهِ عَلَى الْمَرْوَةِ، فَقَالَ: لَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُقِ الْهَدْيَ، وَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحِلَّ، وَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً، فَقَامَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلِعَامِنَا هَذَا أَمْ لِ أَبَدٍ؟ فَشَبَّكَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَصَابِعَهُ وَاحِدَةً فِي الأُخْرَى، وَقَالَ: دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ مَرَّتَيْنِ لاَ بَلْ لأَبَدِ الأَبَدٍ. //١٢أ// وَقَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ بِبُدْنِ النَّبِيِّ ﷺ، فَوَجَدَ فَاطِمَةَ ﵂ مِمَّنْ حَلَّ، وَلَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا، وَاكْتَحَلَتْ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: إِنَّ أَبِي أَمَرَنِي بِهَذَا، قَالَ: فَكَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ، بِالْعِرَاقِ: فَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَةَ لِلَّذِي صَنَعَتْ، مُسْتَفْتِيًا لِرَسُولِ اللهِ ﷺ فِيمَا ذَكَرَتْ عَنْهُ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي أَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: صَدَقَتْ صَدَقَتْ، مَاذَا قُلْتَ حِينَ فَرَضْتَ الْحَجَّ؟ قَالَ قُلْتُ: اللَّهُمَّ، إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُكَ، قَالَ: فَإِنَّ مَعِيَ الْهَدْيَ فَلاَ تَحِلُّ قَالَ: فَكَانَ جَمَاعَةُ الْهَدْيِ الَّذِي قَدِمَ بِهِ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ وَالَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِيُّ ﷺ مِئَةً، قَالَ: فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا، إِلاَّ النَّبِيَّ ﷺ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ.
1 / 18
فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ تَوَجَّهُوا إِلَى مِنًى، فَأَهَلُّوا بِالْحَجِّ، وَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَصَلَّى بِهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ، ثُمَّ مَكَثَ قَلِيلًا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، وَأَمَرَ بِقُبَّةٍ مِنْ شَعَرٍ تُضْرَبُ لَهُ بِنَمِرَةَ، فَسَارَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَلاَ تَشُكُّ قُرَيْشٌ إِلاَّ أَنَّهُ وَاقِفٌ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ، كَمَا كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصْنَعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، //١٢ب// فَأَجَازَ رَسُولُ اللهِ ﷺ حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ، فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بِنَمِرَةَ، فَنَزَلَ بِهَا، حَتَّى إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ، فَرُحِلَتْ لَهُ، فَأَتَى بَطْنَ الْوَادِي، فَخَطَبَ النَّاسَ وَقَالَ: إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلاَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ، وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ، وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ مِنْ دِمَائِنَا دَمُ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، كَانَ مُسْتَرْضِعًا فِي بَنِي سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ، وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ رِبًا أَضَعُ رِبَانَا رِبَا عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ، فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، كِتَابُ اللهِ، وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فَقَالَ: بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ اللَّهُمَّ، //١٣أ// اشْهَدْ، اللَّهُمَّ، اشْهَدْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَذَّنَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، حَتَّى أَتَى الْمَوْقِفَ، فَجَعَلَ بَطْنَ نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ إِلَى الصَّخَرَاتِ، وَجَعَلَ حَبْلَ الْمُشَاةِ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلًا، حَتَّى غَابَ الْقُرْصُ.
1 / 19
وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ خَلْفَهُ، وَدَفَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَقَدْ شَنَقَ لِلْقَصْوَاءِ الزِّمَامَ، حَتَّى إِنَّ رَأْسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ، وَيَقُولُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ كُلَّمَا أَتَى حَبْلًا مِنَ الْحِبَالِ أَرْخَى لَهَا قَلِيلًا، حَتَّى تَصْعَدَ، حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ، فَصَلَّى بِهَا الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ، وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، وَصَلَّى الْفَجْرَ، حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ، بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ، ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ، حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَدَعَاهُ وَكَبَّرَهُ وَهَلَّلَهُ وَوَحَّدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى أَسْفَرَ جِدًّا، فَدَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَأَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، وَكَانَ رَجُلًا حَسَنَ الشَّعْرِ أَبْيَضَ وَسِيمًا، فَلَمَّا دَفَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مَرَّتْ بِهِ ظُعُنٌ يَجْرِينَ، فَطَفِقَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ //١٣ب// إِلَيْهِنَّ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَدَهُ عَلَى وَجْهِ الْفَضْلِ، فَحَوَّلَ الْفَضْلُ وَجْهَهُ إِلَى الشِّقِّ الآخَرِ يَنْظُرُ، فَحَوَّلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَدَهُ مِنَ الشِّقِّ الآخَرِ عَلَى وَجْهِ الْفَضْلِ، يَصْرِفُ وَجْهَهُ مِنَ الشِّقِّ الآخَرِ يَنْظُرُ، حَتَّى أَتَى بَطْنَ مُحَسِّرٍ، فَحَرَّكَ قَلِيلًا، ثُمَّ سَلَكَ الطَّرِيقَ الْوُسْطَى الَّتِي تَخْرُجُ عَلَى الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى، حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الشَّجَرَةِ، فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا، مِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ، رَمَى مِنْ بَطْنِ الْوَادِي، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ، فَنَحَرَ ثَلاَثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا، فَنَحَرَ مَا غَبَرَ، وَأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ، ثُمَّ أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ، فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ، فَطُبِخَتْ، فَأَكَلاَ مِنْ لَحْمِهَا وَشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا. ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَأَفَاضَ إِلَى الْبَيْتِ، فَصَلَّى بِمَكَّةَ الظُّهْرَ، فَأَتَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَسْقُونَ عَلَى زَمْزَمَ، فَقَالَ: انْزِعُوا، بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَوْلاَ أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ.
1 / 20