अरबाकून हदीथान
الاربعون حديثا
शैलियों
سبعون ذراعا الى هذه الدنيا لاذابت جميع الجبال من شدة حرارتها يبقى ولا يذوب . فقابلية جسم الانسان للحرارة يوم القيامة لا تقاس بقابليتها لها في دار الدنيا .
اما ارتباط النفس بالجسد في هذه الدنيا فضعيف وناقص ، ففي هذا العالم يستعصى على النفس ان تظهر فيه بكامل قواها ، اما الآخرة فهي عالم ظهور النفس . ان نسبة النفس الى الجسد نسبة الفاعلية والخلاقية ، كما هو ثابت في محله ، وهي اتم مراتب النسبة والارتباط .
ونار هذه الدنيا نار باردة ذاوية وعرضية ومشوبة بمواد خارجية غير خالصة . اما نار جهنم ، فنار خالصة لا تشوبها شائبة ، وجوهر قائم بذاته حي . ذو ارادة يحرق اهله بادراك وارادة ، ويشدد الضغط عليهم بقدر الامكان . ولقد سمعت الصادق المصدق الامين جبرائيل ، وهو يصفها . والقرآن والاخبار مليئة بوصفها . اما ارتباط نار جهنم والتصاقها بالجسم فلا شبيه له في هذا العالم ، ولو تجمعت جميع نيران العالم واحاطت بانسان لما احاطت بغير سطح جسمه . اما نار جهنم ، فتحيط بالظاهر والباطن وبالحواس المدركة وما يتعلق بها . انها نار تحرق القلب والروح والقوى ، وتتحد بها بنحو لا نظير له في هذا العالم .
فيتبين مما ذكر ان هذا العالم لا تتوافر فيه وسائل العذاب باي شكل من الاشكال ، فلا مواده العالم جديرة بالتقبل ، ولا مصادره الحرارية تامة الفاعلية ، ولا الادراك ، تام . ان النار التي تستطيع ان تحرق جهنم بنفس منها ، لا يمكن ان نتصورها ولا ان ندركها ، الا اذا كنا لا سمح الله من المتكبرين ، وننتقل من هذا العالم الى الآخرة قبل ان نطهر انفسنا من هذا الخلق القبيح ، فنراها راي العين «فلبئس مثوى المتكبرين» (1)! .
فصل:في بيان بعض عوامل التكبر
اعلم ان من عوامل التكبر ، فضلا عما سبق ذكره من اسباب ، هو صغر العقل ، وضعف القابلية ، والضعة ، وقلة الصبر . فالانسان لضيق افقه ما ان يجد في نفسه خصلة مميزة حتى يتصور لها مقاما ومركزا خاصا . ولكنه لو نظر بعين العدل والانصاف الى كل امر يتقنه وكل خصلة يتميز بها ، لادرك ان ما تصوره كمالا يفتخر به ويتكبر بسببه ، إما انه ليس كمالا اصلا ، واما انه اذا كان كمالا فانه لا يكاد يساوي شيئا ازاء كمالات الآخرين ، وانه كمن صفع وجهه ليحسب الناس احمرار وجهه نشاطا وحيوية ، كما قيل : «استسمن ذا ورم» . فعلى سبيل المثال ان العارف الذي ينظر من خلال عرفانه الى الناس جميعا بعين الازدراء متكبرا ، او يقول عنهم انهم الاربعون حديثا :95
पृष्ठ 94