अरबाकून हदीथान
الاربعون حديثا
शैलियों
الاربعون حديثا :85
الشرح :
الكبر عبارة عن حالة نفسية تجعل الانسان يترفع ويتعالى على الآخرين . ومن اماراته تلك الاعمال التي تصدر عن الانسان ، والآثار التي تبدو منه بحيث يقال عنه انه متكبر . وهذه الصفة هي غير العجب ، بل هي ، كما سبق قوله ، صفة رذيلة وخبيثة ، وتنجم عن العجب ، لان العجب هو الاعجاب بالذات ، والكبر هو التعالي والتعاظم على الناس . فعندما يتوهم الانسان ان فيه صفة من صفات الكمال ، تنتابه حالة ، هي مزيج من السرور والتدلل والتغنج وغيرها . هذه هي صفة «العجب» ولكونه يرى الآخرين لا يملكون تلك الصفة التي يتوهمها في نفسه ، ينتابه شعور آخر هو تصور التفوق والتقدم ، وهذا يؤدي به الى التعاظم والترفع ، وهذه هي صفة «الكبر» .
ان كل هذه الحالات تكون في القلب وفي الباطن ، وتظهر آثارها على الظاهر ، في الملامح وفي الافعال وفي الاقوال . وبهذا يصبح الانسان مغرورا واذا ازداد غروره اصبح معجبا بنفسه ، وعندما يطفح اعجابه بنفسه يتعاظم ويترفع ويتكبر .
اعلم ان الصفات النفسانية ، سواء اكانت من صفات النقص والرذيلة ام من صفات الكمال والفضيلة ، فانها دقيقة ومبهمة جدا . ولهذا فان التمييز بينها والتعرف عليها يكون في غاية الصعوبة ، ولربما يقع الكثير من الاختلاف بين العلماء الاعلام عند تحديدها ، او انه يصعب وضع تعريف لهذه الصفة الوجدانية من دون ان تصيبها منقصة . لذلك فمن الخير ترك هذه الامور للوجدان نفسه ، وتحرير النفس من اصطناع المفاهيم حتى لا تتخلف عن الهدف المقصود باصطناع المفاهيم والمقاصد .
فلا بد ان ان نعرف ان للكبر درجات كالتي ذكرناها للعجب ، وتضاف اليها درجات اخرى كانت في العجب ايضا ، ولكنها لم تكن هناك مهمة فلم نذكرها ويكون ذكرها هنا مهما فنقول :
पृष्ठ 85