العمل الشنيع ايضا ، اي انه يعجب بخصلته ، كما صرح بهذا ، الحديث الشريف حيث خصهما بالذكر لانهما خافيان عن نظر اغلب الناس . وسياتي ذكرهما ان شاء الله .
ويجب ان نعلم ايضا ان السرور الخالي من العجب والذي اعتبروه من الصفات الممدوحة انما يلاحظ بحسب نوعه ، كما سياتي بيانه في فصل من الفصول اللاحقة .
واعلم ان للعجب ، كما وردت الاشارة اليه في الحديث الشريف ، درجات :
الدرجة الاولى : العجب بالايمان والمعارف الحقة ، ويقابله العجب بالكفر والشرك والعقائد الباطلة .
الدرجة الثانية : العجب بالملكات الفاضلة والصفات الحميدة ويقابله العجب بسيئات الاخلاق وباطل الملكات .
الدرجة الثالثة : العجب بالاعمال الصالحة والافعال الحسنة ويقابلها العجب بالاعمال القبيحة والافعال السيئة .
وهناك درجات اخرى غير هذه ولكنها ليست مهمة في هذا المقام . ونحن ان شاء الله سنشير ضمن فصول لاحقة ، الى تلك الدرجات ومنشئها وما يمكن ان يكون علاجا لها . وبه نستعين .
فصل:في مراتب العجب
اعلم (1) ان لكل واحدة من الدرجات الآنفة الذكر من العجب مراتب . بعض هذه المراتب واضحة وبينة ويمكن للانسان الاطلاع عليها باقل تنبه والتفات . وبعضها الآخر دقيق وخفي للغاية بحيث لا يمكن للانسان ان يدركها ما لم يفتس ويدقق بصورة صحيحة . كما ان بعض مراتبها اشد واصعب واكثر تدميرا من بعضها الآخر .
المرتبة الاولى
وهي اشد المراتب واهلكها ، حيث تحصل في الانسان بسبب شدة العجب حالة يمن معها في قلبه بايمانه او خصاله الحميدة الاخرى على ولي نعمته ومالك الملوك ، فيتخيل ان الساحة الالهية قد اتسعت بسبب ايمانه ، او ان دين الله قد اكتسب رونقا بذلك او انه بترويجه للشريعة او بارشاده وهدايته او بامره بالمعروف ونهيه عن المنكر او باقامته الحدود ، او بمحرابه الاربعون حديثا :71
पृष्ठ 70