الليل او على ترديد الاذكار ؟ هل تريد ان تتفهم احكام صلاة الليل او تعلمها قربة الى الله ، او تريد ان توحي الى الناس بانها من اهل صلاة الليل ؟
لماذا تريد ان تخبر الناس باي اسلوب كان ، عن الزيارة للمشاهد المشرفة وحتى عن عدد الزيارات ؟
لماذا لا ترضى ان لا يطلع احد على الصدقات التي تعطيها في الخفاء ، وتحاول ان تتحدث عنها ليطلع عليها الناس ؟ اذا كان ذلك لله ، وتريد ان يتاسى به الناس باعتبار ان «الدال على الخير كفاعله» ، فان اظهاره حسن ، واشكر الله على هذا الضمير النقي والقلب الطاهر ! .
ولكن ليكن الانسان حذرا في المناظرة والجدال مع النفس ، وان لا ينخدع بكمرها ، واظهارها له العمل المرائي بصورة عمل مقدس ، فان لم يكن لله ، فتركه اولى ، لان هذا من طلب السمعة وهو من شجرة الرياء الملعونة . ولن يقبل الله المنان عمله ، بل يامر بالقائه في سجين . ويجب علينا ان نستعيذ بالله تعالى من شر مكائد النفس ، فان مكائدها خفية جدا ، ولكننا نعلم اجمالا ان اعمالنا ليست خالصة لله ، والا فاذا كنا عبادا لله مخلصين ، فلماذا تكون للشيطان علينا هذه السيطرة وبهذا القدر ؟ مع انه اعطى لربه عهدا ان ليس له سلطان على عباد الله المخلصين ، وانه لا يمد يده الى ساحتهم المقدسة ، وعلى حد قول شيخنا (1) الكبير دام ظله : فان الشيطان كلب اعتاب الحضرة الالهية ، فلا ينبح في وجه من كانت له معرفة بالله ولن يؤذيه وكلب الدار لا يطارد معارف صاحب الدار ، ولكن الشيطان لا يسمح بالدخول لمن ليست له معرفة بصاحب الدار ، اذا ، اذا رايت ان الشيطان شانا معك وسيطرة عليك فاعلم ان اعمالك غير خالصة ، وانها ليست لله تعالى .
واذا كنت مخلصا فلماذا لا تجري ينابيع الحكمة من قلبك على لسانك مع انك تعمل اربعين سنة قربة الى الله حسب تصورك ؟ في حين انه ورد في الحديث الشريف عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «ما خلص عبد لله عز وجل اربعين صباحا الا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه» (2) ، اذا ؛ فاعلم ان اعمالنا غير خالصة لله ، ولكننا لا ندري ، وههنا الداء الذي لا دواء له ! .
ويل لاهل الطاعة والعبادة والعلم والديانة الذين عندما يفتحون ابصارهم ويقيم سلطان الآخرة قدرته ، يرون انفسهم من اهل كبائر المعاصي ، بل واسوا من اهل الكفر والشرك ، بحيث ان صحيفة اعمالهم تكون اشد سوادا من صحائف الكفار والمشركين .
पृष्ठ 60