زمرة «العالم بلا عمل» وهو صنف معلوم الحال والعاقبة .
اللهم طهر قلوبنا من كدر الشرك وانفاق ، وصف مرآة قلوبنا من صدا حب الدنيا وهي منشا جميع هذه الامور . اللهم رافقنا ، وخذ بايدينا نحن المساكين المبتلين بهوى النفس وحب الجاه والشرف في هذا السفر المملوء بالخطر وفي هذا الطريق المليء بالمنعطفات والصعاب والظلمات انك على كل شيء قدير .
ان صلاة الجماعة واحدة من العبادات العظيمة في الاسلام ، وفضل امامتها اعظم . ومن هنا فان الشيطان ينفذ اكثر الى هذه العبادة ، وهو مع الامام اشد عداوة ، ويسعى الى ان ينتزع منه هذه الفضيلة ، ويفرغ عمله من الاخلاص ، ويدخله الى «سجين» ، ويجعله مشركا بالله . ولاجل ذلك يدخل الشيطان الى قلوب بعض ائمة الجماعة بطرق مختلفة مثل : العجب (سياتي بيانه ان شاء الله لاحقا) ومثل : الرياء وهو اظهار هذه العبادة العظيمة ، امام الناس من اجل الحصول على منزلة في قلوب الناس والاشتهار بالعظمة لديهم . فمثلا يرى امام الجماعة ان احد المشهورين بالتقوى والدين قد حضر الى صلاة جماعته ، ولاجل جذب قلبه ، يكثر من خضوعه ويلتجا الى اساليب مختلفة ، وحيل كثيرة لصيده ، ومن اجل تعظيم نفسه عند الغائبين الذين لم يحضروا صلاة جماعته ، يتحدث في المجالس عن ذلك المتدين ، ويحاول افهام الناس ان فلانا ياتم به ويشارك في صلاة جماعته . ثم هو ايضا يقابله بالود والحب في قلبه ، لاجل حضوره في صلاة جماعته ويكن له من الحب والاخلاص ما لم يكن لحظة طوال حياته ، لله ولا لاولياء الله ، خصوصا اذا كان هذا المتدين من التجار المحترمين . واذا حدث لا سمح الله ان ضل احد الاشراف طريقه والتحق بصلاة الجماعة ، فان المصيبة على امام الجماعة من وسوسة الشيطان تكون اعظم . ان الشيطان لا يترك حتى امام جماعة قليلة الافراد ، فيذهب اليه ويوحي له فيوسوس في نفسه : انني قد اعرضت عن الدنيا ، واقضيها في مسجد صغير ، مع الفقراء والمساكين . وهذا ايضا مثل ذاك ، او اسوا منه ، لانه يثقل قلبه برذيلة الحسد ايضا ، فهو فضلا عن كونه لم ينل من الدنيا شيئا ، يسلبه الشيطان عدته لآخرته ، فيخسر الدنيا والآخرة .
وفي الوقت نفسه لم يرفع الشيطان يده عنا : انا وانت من الذين نقصر في الحضور في صلاة الجماعة ونحمل الهم والاسى لعدم توفر الظروف والمناخ لاقامة صلاة الجماعة بامامتنا ، فيدفعنا الى الاساءة الى جماعة المسلمين والطعن بهم وخلق عيوب للجماعة ، ونعد عدم الاشتراك في الجماعة ، عزلة ، نظهر انفسنا كاننا زاهدون في الدنيا ومنزهون عن حب الجاه والذات ، في حين اننا اسوا من كلتا الفئتين السالفتين ، فلا نحن نلنا الدنيا الكاملة التي نالتها الطائفة الاولى ، ولا دنيا الطائفة الثانية الناقصة ، ولا نحن فزنا بالآخرة ، مع اننا ايضا لو اتيح لنا ما نريد لكنا اشد من كلتا الطائفتين حبا للجاه والمال .
पृष्ठ 58