الاربعون حديثا :45
الشرح :
اعلم ان الرياء هو عبارة عن اظهار وابراز شيء من الاعمال الصالحة او الصفات الحميدة او العقائد الحقة الصحيحة ، للناس لاجل الحصول على منزلة في قلوبهم والاشتهار بينهم بالصلاح والاستقامة والأمانة والتدين ، بدون نية الهية صحيحة . وهذا الامر يتحقق في عدة مقامات .
المقام الاول : وله درجتان :
الاولى : وهي ان يظهر العقائد الحقة والمعارف الالهية ، من
اجل ان يشتهر بين الناس بالديانة ، ومن اجل الحصول على منزلة في القلوب ، كأن يقول : «اني لا اعتبر ان هناك مؤثرا في الوجود الا الله» ، او ان يقول : «اني لا اتوكل على احد سوى الله» او ان يثني على نفسه كناية او اشارة بامتلاك العقائد الحقة ، وهذا الاسلوب هو الاكثر رواجا . فمثلا عندما يجري حديث عن التوكل او الرضا بقضاء الله ، يجعل الشخص المرائي نفسه في سلك اولئك الجمع بواسطة تاوهه او هز راسه .
الثانية : وهي ان يبعد عن نفسه العقائد الباطلة وينزه نفسه
عنها ، لاجل الحصول على الجاه والمنزلة في القلوب ، سواء اكان ذلك بصراحة القول ام بالاشارة والكناية .
المقام الثاني : وفيه ايضا مرتبتان :
احداهما : ان يظهر الخصال الحميدة والملكات الفاضلة ،
والاخرى : ان يتبرا مما يقابلها ، وان يزكي نفسه للغاية نفسها
التي اصبحت معلومة .
المقام الثالث :
وهو الرياء المعروف عند الفقهاء الماضين رضوان الله عليهم وله ايضا نفس تلكما الاربعون حديثا :46
पृष्ठ 45