278

अरबाकून हदीथान

الاربعون حديثا

शैलियों

اسرع من ذلك ، وتفسده وتقضي عليه .

«ما لم يحدث» من باب الافعال ، والضمير المستتر فيه يعود الى «الجالس» المستفاد من «الجلوس» المذكور في الرواية .

و«الاغتياب» منصوب ومفعول لفعل مقدر يحدث مفهوم من كلام السائل . وفي بعض النسخ «ما الحدث» في مكان «ما يحدث» وعليه يكون «الاغتياب» مرفوعا على الخبرية .

فصل: في تعريف الغيبة

اعلم ان الفقهاء رضوان الله عليهم اجمعين ذكروا تعاريف كثيرة للغيبة ، لا يتناسب عرضها ومناقشة كل واحد منها من ناحية الجامعية الشمول لكل افراد الغيبة والمانعية عدم الاستيعاب لما ليس من الغيبة مع حجم هذا الكتاب ، الا اذا اقتصرنا على ذكر التعاريف اجمالا .

يقول الشيخ المحقق السعيد الشهيد في (كشف الريبة) واما في الاصطلاح فلها تعريفان : احدهما مشهور : «هو ذكر الانسان حال غيبته بما يكره نسبته اليه مما يعد نقصانا في العرف بقصد الانتقاص والذم» .

وثانيهما : «التنبيه على ما يكره نسبته اليه وهو اعم من الاول» (1) وحاصل المعنى الاول : ان الغيبة عبارة عن ذكر انسان في غيبته بما يكره نسبته اليه ، مما يعد نقصا وذما لدى الناس ، وكون هذا الذكر بقصد الانتقاص والطعن . وحاصل المعنى الثاني هو التنبيه الى ما هو كذلك . ثم ان التعريف الثاني يكون اعم من الاول فيما اذا كان الذكر في الاول بمعنى القول كما هو المتفاهم العرفي ، فيكون التنبيه في الثاني أعم من القول والكتابة والحكاية وغيرها من سائر طرق التفهيم . واذا كان الذكر اعم من القول كما هو الموافق للغة ، كان مرجع التعريفين واحدا . والمستفاد من الاخبار ايضا يدل على هذين التعريفين .

مثل ما في مجالس الشيخ في حديث ابي بصير في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر رضوان الله عليه وفيه «قلت : يا رسول الله ما الغيبة ؟ قال : ذكرك اخاك بما هو فيه فقد اغتبته واذا ذكرته بما ليس فيته فقد بهته» (2) .

وورد في الحديث النبوي الشريف : «هل تدرون ما الغيبة ؟ فقالوا : الله ورسوله اعلم ، قال ذكرك اخاك بما يكره ... الخ» (3) .

पृष्ठ 282