224

अरबाकून हदीथान

الاربعون حديثا

शैलियों

الاوصياء عليهم السلام فبلاؤه اشد من الآخرين . ومن كان من غير الفئة المذكورة افضل فبلاؤه اكثر من غيره من الناس . فمراتب الابتلاء على قدر درجات الفضل عند الله سبحانه . ولا يوجد مثل هذا التعبير الامثل فالامثل في الادب الفارسي حتى اذكره .

وال «سخف» هو ضعف العقل وخفته ، كما ورد في الصحاح وغيره من الكتب اللغوية .

وال «قرار» هو المستقر والمكان ، كما يستفاد من معاجم اللغة . وفي كتاب قاموس اللغة : «القرار والقرارة ما قر فيه والمطمئن من الارض» ووجه الشبه بين المؤمن التقي وقرار الارض هو ان الارض محل الامطار ومستقرها ، حيث تهطل قطرات السماء عليها وتستقر ، وكذلك المؤمن حيث تهجم عليه البلايا ، وتستقر عنده ولا تفارقه .

ونحن ان شاء الله سنشرح ما يحتاج اليه الحديث الشريف في غضون فصول عدة .

فصل: في بيان معنى الامتحان واثاره وكيفية نسبته الى الحق

المقدس المتعالى

اعلم ان النفوس البشرية منذ ظهورها وتعلقها بالاجساد ، وهبوطها الى عالم الملك عالم المادة تكون على نحو القوة الاهلية والقابلية تجاه جميع العلوم والمعارف والملكات الحالات الراسخة المتمركزة في الانسان الحسنة والسيئة ، بل تجاه جميع الادراكات والفعليات الحاضرة التي هي ذات آثار ثم تتدرج بعناية الحق جل جلاله نحو الفعلية شيئا فشيئا ، فتبدو اولا الادراكات الضعيفة الجزئية مثل حاسة اللمس والحواس الظاهرية الاخرى الاخس فالاخس ثم تظهر ثانيا الادراكات الباطنية متدرجة ايضا . ولكن الملكات لا تزال موجودة بالقوة ، فان لم تتأثر بعوامل تفجر فيها الطاقات الخيرة وتركت لوحدها لانتصرت الخبائث وتحققت الملكات الفاسدة وانعطفت نحو القبائح والمساوئ ، لان الدواعي الداخلية الباطنية كالشهوة والغضب وغيرها يسوقان الانسان الى الفجور والتعدي والظلم وبعد انقياده لهما يتحول في فترة قصيرة الى حيوان عجيب وشيطان غريب .

ولما كانت عناية الحق تعالى ورحمته قد وسعت بني الانسان في الازل ، جعل لهم سبحانه حسب تقدير دقيق نوعين من المربي والمهذب ، بمثابة جناحين يطير بهما من حضيض الجهل والنقص والقباحة والشقاء الى اوج العلم والمعرفة والكمال والجمال والسعادة ويحرر نفسه من ضغط ضيق عالم الطبيعة الى الفضاء الرحب الملكوتي الاعلى . وهما :

المربي الباطني المتجسد في العقل والقدرة على التمييز بين الحسن والقبيح . والمربي الخارجي المتمثل في الانبياء والأدلاء لطرق السعادة والشقاء . وكل منهما لا يؤدي دوره بدون الآخر ، اذ ان العقل البشري عاجز عن معرفة طرق السعادة والشقاء واكتشاف الطريق الى عالم الاربعون حديثا :229

पृष्ठ 228