अरबाकून हदीथान
الاربعون حديثا
शैलियों
الاربعون حديثا :158
واذا كنا من اهل العلوم العقلية ، ادعينا الايمان الحقيقي المبرهن ، وزعمنا اننا نملك علم اليقين ، وعين اليقين ، وحق اليقين ، معتقدين ان سائر خلق الله ناقصو علم وايمان ، ونستشهد بالآيات القرآنية والاحاديث الشريفة الواردة بحقنا .
واذا كنا من اهل العرفان والتصوف ، ادعينا المعارف الالهية والانجذاب الروحي والفناء في الله ، والبقاء بالله ، وولاية الامر ، وما الى ذلك من الاقوال مما يخطر بالبال من الالفاظ الجذابة .
وهكذا فان كل طائفة منا تدعي بلسانها وظاهر حالها ان لها مرتبتها واظهار حقيقة من الحقائق الشائعة . فاذا كان هذا الظاهر مطابقا للباطن ، واتفق العلن مع السر ، وكان صادقا مصدقا ، فهنيئا لارباب النعيم نعيمهم . اما اذا كان ، مثل كاتب هذه السطور ، الاسود الوجه ، القبيح ، المشوه الخلقة ، فليعلم انه من المنافقين وذوي الوجهين واللسانين ، وعليه ان يبادر الى علاج نفسه ، وان يغتنم الفرصة قبل فواتها من التعاسة والذل والظلام .
ايها العزيز المدعي للاسلام : قد ورد في «الكافي» حديث شريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه قال : «المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه» (1) فلماذا نقوم انا وانت وعلى قدر ما نستطيع ونتمكن ، على ايصال الاذى الى من هم اقل منا ولا نمتنع عن ظلمهم والاجحاف بحقهم ؟ واذا لم تصل ايدينا اليهم فلن نتوقف عن تجريحهم بحد اللسان في حضورهم ، او حتى في غيابهم ، فنعمد الى هتك اسرارهم ، والكشف عن مكنوناتهم ، واغتيابهم ، والصاق التهم بهم .
اذا ، فإدعاؤنا نحن الذين لا يسلم المسلمون من ايدينا والسنتنا ، للاسلام مخالف للحقيقة ، وباطننا يخالف ظاهرنا ، واننا من زمرة المنافقين ومن ذوي الوجهين .
يا من تدعي الايمان وخضوع القلب في حضرة الله ذي الجلال ، اذا كنت تؤمن بكلمة التوحيد ، ولا يعبد قلبك غير الواحد ، ولا يطلب غيره ، ولا ترى الالوهية تستحق الا لذاته المقدسة ، واذا كان ظاهرك وباطنك يتفقان فيما تدعي ، فلماذا نجدك وقد خضع قلبك لاهل الدنيا كل هذا الخضوع ؟ لماذا تعبدهم ؟ أليس ذلك لانك ترى لهم تاثيرا في هذا العالم ، وترى ان ارادتهم هي النافذة ، وترى ان المال والقوة هما الطاقة المؤثرة والفاعلة ؟ وان ما لا تراه فاعلا في هذا العالم هو ارادة الحق تعالى ، فتخضع لجميع الاسباب الظاهرية ، وتغفل عن المؤثر الحقيقي وعن مسبب جميع الاسباب ، ومع كل ذلك تدعي الايمان بكلمة التوحيد . اذا ، فانت ايضا خارج عن زمرة المؤمنين ، وداخل في زمرة المنافقين ومحشور مع اصحاب اللسانين .
पृष्ठ 158