140

الاربعون حديثا :144

اما اذا تحرك بدافع قومية وعصبيته بحيث اخذ بالدفاع عن قومه واحبته في باطلهم وسايرهم فيه ودافع عنهم ، فهذا شخص تجلت فيه السجية الخبيثة ، سجية العصبية الجاهلية . واصبح عضوا فاسدا في المجتمع ، وافسد اخلاق المجتمع الصالح ، وصار في زمرة اعراب الجاهلية ، وهم فئة من اعراب البوادي قبل الاسلام ممن كانوا يعيشون في ظلام الجهل ، وقد قويت فيهم هذه النزعة القبيحة ، والسجية البشعة بل ان هذه الصفة توجد في معظم اهل البوادي عدى من اهتدى بنور الهداية كما ورد في الحديث الشريف عن الامام امير المؤمنين عليه السلام : أن الله سبحانه يعذب طوائف ستة بامور ستة :

اهل البوادي بالعصبية ، واهل القرى بالكبر والامراء بالظلم ، والفقهاء بالحسد ، والتجار بالخيانة واهل الرساتيق بالجهل .

فصل: في بيان مفاسد العصبية

يستفاد من الاحاديث الشريفة عن اهل بيت العصمة والطهارة ان العصبية من المهلكات والباعثة على سوء العاقبة والخروج من عصمة الايمان ، وانها من ذمائم اخلاق الشيطان .

جاء في الكافي بسنده الصحيح ، عن ابي عبد الله الصادق عليه السلام قال : «من تعصب او تعصب له فقد خلع ربق الايمان من عنقه» (1) . اي ان المتعصب بتعصبه يكون قد خرج من ايمانه ، واما المتعصب له ، فبما انه قد رضي بعمل المتعصب ، يصبح شريكا له في العقاب . كما جاء في الحديث الشريف : «ومن رضي بعمل قوم حشر معهم . اما اذا لم يرض به واستنكره فلن يكون منهم» .

وعن ابي عبد الله الصادق عليه السلام قال : «من تعصب عصبه الله بعصابة من النار» (2) .

وعن ابي عبد الله عليه السلام قال : «لم يدخل الجنة حمية غير حمية حمزة بن عبد المطلب وذلك حين اسلم غضبا للنبي» (3) .

وقد وردت قصة اسلام حمزة بن عبد المطلب بعبارات مختلفة ، وهي خارجة عن نطاق بحثنا هذا . وعلى كل حال . فمن المعلوم ان الايمان ، وهو الفوز الالهي ومن الخلع الغيبية لله جل جلاله ، الذي يفيض بها على المخلصين من عباده ، والخاصة في محفل انسه ، يتنافى مع الاربعون حديثا :145

पृष्ठ 144