83- ثم كيف يظن ببقية الصحابة رضوان الله عليهم وهم خير القرون أنهم يقربون على مثل ذلك في حق ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعهد قريب، والحق قائم، هذا ما لا يقوله إلا طاعن على الشريعة.
84- وقد حكى الإمام أبو سليمان الخطابي عن ابن الأعرابي أن أبا العباس السفاح لما قام بالأنبار أول ما ولي الخلافة وهو أول مقام قامه: ((حمد الله وأثنى عليه، فقام إليه رجل وفي عنقه مصحف فقال: أنشدك الله إلا ما قضيت لي على خصمي بما في كتاب الله، قال: ومن خصمك؟ قال: أبو بكر الذي منع فاطمة حقها من فدك، قال: وهل كان بعده أحد؟ قال: نعم، عمر. قال: وأقام على ظلمكم؟ قال: نعم. قال: فهل كان بعده أحد؟ قال: نعم، عثمان. قال: وأقام على ظلمكم؟ قال: نعم. قال: وهل كان بعده أحد؟ قال: نعم، قال: من؟ قال: علي بن أبي طالب. قال: فأقام على ظلمكم؟ فأسكت الرجل، وجعل يلتفت يطلب مخلصا، فقال له أبو العباس [السفاح]: والله لولا أنه أول مقام قمته، ولم أكن تقدمت إليك فيه لأخذت الذي فيه عيناك، اجلس، فجلس ثم أخذ في خطبته)).
85- وقد كابر بعض علماء الشيعة فقال: الحديث إنما جاء بنصب ((صدقة)) على أنه معمول ((تركنا))، أي: ما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة فليس بموروث عنه، ويكون الحديث كله جملة واحدة، وهذه مكابرة لا وجه لها، مع اتفاق الصحابة فمن بعدهم على خلافها، ومع صحة كثير من الروايات قال فيها صلى الله عليه وسلم: ((لا نورث، ما تركناه فهو صدقة))، وفي بعضها: ((ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة)).
पृष्ठ 329